Nubdha Tarikhiyya ee Fanka Dimishqi
نبذة تاريخية في الحرف الدمشقية
Noocyada
وانتخابه يكون على الصورة الآتية: عندما يفرغ مركز الشيخة من الشيخ يجتمع شيوخ الكار ويعينون خلافه بالمذاكرة والاستحسان، ولا يجرون بذلك على أكثرية الأصوات بل باتفاق الآراء، وقد استقصيت جدا؛ لأعلم هل أنهم كانوا يراعون في الزمن السابق أكثرية الأصوات أم لا؟ فلم أقف على حقيقة ما من هذا القبيل؛ لأن الشيوخ إما أن يتفقوا على تعيين أحدهم وحينئذ لا خلاف، أو أن يختلفوا فمرجع الأمر إذ ذاك لشيخ المشايخ الذي يعين أحد المرشحين.
1
أما التصديق عليه من شيخ المشايخ فيتم هكذا: يذهب أهل الحرفة من الشيوخ والمعلمين، وبعض الصناع المشدودين بشيخهم الجديد إلى شيخ المشايخ، فيدخلون عليه ويقولون: «إننا قد عينا فلانا شيخا علينا»، فيأخذ شيخ المشايخ بأن يتلو عليه بعض آيات قرآنية، ثم يقدم له النصائح اللازمة لإدارة حرفته بالعدل والاستقامة، والسهر على صالحها، ثم يسلمه العهد، وبعد ذلك يقال عن شيخ الحرفة الجديد إنه قد دخل على بساط الشيخ؛ أي إنه فاز بالتصديق على مشيخته من لدن شيخ المشايخ.
وفي واقع الأمر عند التصديق يمد أمام الشيخ بساط أخضر تذكارا ببساط النبي
صلى الله عليه وسلم ، وعليه يسلم العهد إلى شيخ الحرفة الجديد أمام الحضور بصوت منخفض.
تعذرت علي أولا معرفة هذا العهد وكيفية إعطائه، لكنه بلغني فيما بعد أن ما هو إلا نفس العهد الذي يؤخذ على الصانع حين شده، وسيأتيك بيانه.
الفصل الرابع
في الشاويش أو الجاويش
كما أن لكل حرفة شيخا، كذلك لكل حرفة شاويش، ونسبته للشيخ كنسبة النقيب إلى شيخ المشايخ، والفرق بينهما هو أن ليس للشيخ وحده أن ينتخب الشاويش، بل الكار يستحسنه إذا ما قلنا ينتخبه. وليس للشاويش حق ولا سلطة قضائية على أهل حرفته، بل هو رسول الشيخ ومتمم أوامره، فهو يدعو بإذن الرئيس شيوخ الحرفة وسائر أهلها للاجتماع، ويكلفهم لحضور الشد والولائم، ويبلغ الجزاء لمن حكم عليه الشيخ بشيء.
ومما فهمته عنه أنه يجنح على الغالب للصناع أكثر مما يميل لسواهم من أهل الكار؛ فإنه يعد ذاته منهم، حتى إنه عند الثورات التي تحدث من الفعلة على المعلمين بطلب تزييد الأجرة - ويعبرون عنها بقولهم «الكار قالع»؛ أي ثائر - هو الذي يطوف عليهم ويحثهم على الثبات لنوال المقصود.
Bog aan la aqoon