فإن الله سبحانه فرض فرائض من جملتها الجهاد في سبيل الله قال الله سبحانه وتعالى: {كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم}، وقال سبحانه: {انفروا خفافا وثقالا وجاهدوا بأموالكم وأنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم إن كنتم تعلمون}، وقال الله سبحانه وتعالى: {ياأيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين} وأنتم رحمكم الله رأيناكم عن الجهاد مضربين، وكأن الله لم يفرضه عليكم، وآية ذلك أنا لم نر منكم رجلا وقف ساعة في موقف من مواقف الجهاد، وإنكم لم تعدوا لجهاد الظالمين سلاحا، كأن الله سبحانه لم ينزل في كتابه الحكيم {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} وصرنا ندعوا الناس إلى جهاد الظالمين، وننادي فيهم، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قد قال: ((من سمع واعيتنا أهل البيت فلم يجبها كبه الله على منخريه في نار جهنم)) . فهذه الآيات والخبر، وما هو أكثر من أن يحصى من الحجج البالغة عند الناس كأنها لم تكن، ونحن نشهد الله عليكم وملائكته والمؤمنين وكفى بالله شهيدا، ثم إنا لما رأينا كراهتكم لحر القتال ومنازلة الأبطال عذرناكم عن الجهاد بأنفسكم، وألزمناكم الجهاد بأموالكم،ولا عذر لكم عنه، ثم إنا خففنا عليكم وعذرناكم عن إنفاق الفاضل عن كفاية السنة من جميع ما تملكون كما هو اختيار الأئمة الهادين الذين بهم تقتدون، وعلى مذهبهم تعتمدون، وعينا عليكم ستمائة حرف تفرقونها على قدر أحوالكم، تحسبون من ذلك زكاة أموالكم، وما زاد فمما فرض الله عليكم من الجهاد بأموالكم، فمن امتثل فالله يسامحه ويغفر له[ق/23] ويبارك له فيما أبقى، ويتقبل منه ما أعطى، ومن أبى وعصى ولم يمتثل ما في التنزيل فالله حسبه وهو الآخذ له بذنبه، {وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}، ونقول: اللهم اغننا عنه، وأره المأساة فيما يحب، والله حسبنا ونعم الوكيل ونعم النصير، والسلام.
إلى هنا ما نقل مما نقله مولانا السيد العلامة صفي الدين أحمد بن محمد نفع الله به في هذا الموضع.
Bogga 260