واحتج الإمام الحسن عليه السلام على ذلك بقوله تعالى: {واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة} وهي حجة الأئمة عليهم السلام، ومما يحتج به أيضا أنا روينا بالإسناد إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في أمالي أبي طالب عليه السلام أنه قال: ((إن الله أوحى إلى نبي من أنبيائه إني معذب من قومك مائة ألف، أربعين ألف من شرارهم، وستين ألفا من خيارهم، فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟ قال: إنهم لن يغضبوا لغضبي)).
وفي الأمالي أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((إن الله أمر أن يخسف بمدينة أو يعذب -السهو من عندي- فقالت الملائكة: إن فيها يا رب العابد الفلاني أو فلان العابد-السهو من عندي- فقال الله تعالى: اسمعوني ضجيجه فإنه لم يغضب لغضبي)).
وفي الأمالي عنه أيضا صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: ((ما من قوم يكون بينهم من يعمل فيهم بالمعاصي فلم[ق/22] يأخذوا على يده إلا عمهم الله بعذاب)). وهؤلاء هل أنكروا منكرا، أو هاجروا؟ هم بين أهل المعاصي يرون ويسمعون، ثم كان في هذه الأيام ما أدخلوا أهل الفساد إلى بين الشرائف يا منكراه يا منكراه. انتهى بلفظه من خطه عليه السلام.
Bogga 258