Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Noocyada
ولقد أخبرني حي والدي رحمه الله وكان في عسكر الحاج أحمد من تحريض الحاج للناس بما يطول ولقد اهتز للجهاد من حضر من رعاة الغنم في الطريق، ثم لما وصل ذلك الموضع وكان وصل غارات من قبل من حاشد وبكيل وأحصروا لم يتمكنوا من المدد فانضموا إلى الحاج فأخذ عليهم أن لا يتقدمه أحد فتقدم بهم من مواضع سماها حتى قصد همدان ولم يليهم جند العجم فأوقعوا فيهم حتى هزموهم وفرقوهم وجملة المراكز كلها فاجتمع جنود العجم إلى طاغيتهم ودافعوا عنه، وكان قد أرهق، ثم استقامت الملاحم [ق/ 111] الكبيرة والمصادمة التي يضرب بها المثل فأقاموا على ذلك شهرا أو فوق ذلك، وفي أكثرها اليد لهم على العجم، وكان سنان لا رحمه الله يباشر الحرب بنفسه وكان له مترس يحفظ نفسه فيه وقريب منه المدفع المعروف بالخباني قل مثله في أرض اليمن، وكان قد ضر المسلمين والبيوت فحمل عليه المسلمون حملة هائلة حتى أزاحوهم من فوقه وحصل عجب من سرعان الناس وقطعوا حباله التي يجر بها فلم يقدروا أن يجروه إليهم، وقد تمكنوا منه فجمعوا عليه حطبا وغرائر وآلات كانت بالقرب فأحرقوه على أنهم يغيرونه وصبوا عليه الماء والخل، فتراجع أصحاب المخذول سنان لارحمه الله إليه وكانوا حملوه للهرب فرموا فأصابوا جماعة من المجاهدين علىضوء النار فرجع الناس ليلتهم وهموا به أخرى حتى اتصلوا به ولم يتمكنوا كما تقدم، وكان حي الشيخ علي بن عبد الله الزيادي عند سنان لا رحمه الله في الاعتقال وأخوه الشيخ محمد بن عبد الله عمدة في أهل الجهاد وممن له التأثير العظيم والنصيحة، وكان يرمي بالبندق ويركب الخيل ويقاتل عليها، فكان سنان لا رحمه الله يخرج الشيخ علي حتى يعاينه أخوه وينادونه هذا أخوك إن يخرج أصحاب الإمام من بلدك وإلا قتلناه فلا يجيبهم إلا: افعلوا ما بدا لكم، لقد صارت البلاد للإمام أيده الله ولم يبق لي فيها تصرف أو كما قال، فلما يئسوا منه أخرجوا الشيخ علي على المدفع وذبحوه كما يذبح الخروف، وبقي الحرب حتى قيل هذا الأمير عبد الرحيم بن عبد الرحمن المحروم قد وصل من عند الإمام عليه السلام، ولمصيره بجنوده وأهل مملكته إلى عند الإمام خبر طويل نذكرمنه إن شاء الله تعالى ما يسره الله في موضعه، وقد بايع الإمام وأظهر التوبة وتقدم بعيون من أصحاب الإمام عليه السلام حتى وصل بعاش، وكان في عمران من قبل مولانا الإمام عليه السلام الوالد السيد محمد بن ناصر الغرباني أطال الله عمره فقبض على من عنده من أصحاب الإمام عليه السلام وانحدر إلى جنات عمران، وعاث فيهم وقتل عالما وتقدم إلى عيال سريح فانهزم المجاهدون من هزم وتفرقوا، وقتل من أهل هزم نحو ثلاثمائة نفر فيهم صغاروضعفاء ومن سائر الناس ولو أن عبد الرحيم المحروم كتم سره ودبر أمره لما كان عزم عليه من إظهاره لأهل هزم أنه ممد لهم حتى يحيق بهم ومن وراءهم وسنان لعنه الله من أمامهم لكانت [ق/112] وقعة هائلة ومصيبة عظيمة ولكن دافع الله سبحانه.
نعم! وهذا المنقول من مداد الحاج المجاهد أحمد بن عواض رحمه الله تعالى إلى هنا من رواية الوالد وغيره.
قال السيد أحمد نفع الله به: إنه استدعى السيد الحسن وجميع العيون من أفاضل أصحاب الإمام عليه السلام وقد أسر سنان أنه يحتال فيهم ويطلبهم للتشاور، ثم يقبض عليهم فلم يأمنوه.
وقال السيد عيسى: إن الذي أنذرهم وأطلع على خبر هذا الظالم رجل من عيال يزيد اسمه صبحا من بلد الخدرة جزاه الله خيرا، ومن لطف الله بالمسلمين وإعانته لأمير المؤمنين إنما وصل عبد الرحيم بعاش إلا واتهمه عيون الأنصار وتفرقوا من حوله، ووافق وصوله الجنات وقد انهزم من في هزم ولقاه جنود سنان إلى موضع يسمى الحمودي.
Bogga 408