Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Noocyada
ولنعد إلى رواية الوالد السيد جمال الدين علي بن المهدي الآنسي رحمه الله تعالى، قال: كنت في صنعاء قبل خروج الإمام عليه السلام وكنا نتحدث بظهوره ونتوعد على المسارعة إليه عليه السلام، فلما خرج وصح خروجه على الظالمين والأرض إذ ذاك تميد بهم أعانني بعض أهل صنعاء بهذا السيف سيفا عظيما حسنيا قل مثله، وقال: هذا لك للجهاد وأعانني آخر بترس ولبست مضربات، ومعي أيضا جوخ وتهيأت بهيئات أشراف كوكبان، فلم أتمكن إلا بأني عازم ظفير حجة، ثم منه وجدت من أخرجني بلاد الشرف، ثم لما صح أن الإمام عليه السلام في جهات المشرق قصدت الهجر هجر الأهنوم لعلي أدرك خبره عند السادة الفضلاء أهل المحراب ولم أتمكن من قصدهم إلا بأن دخلت محطة بني المعافا في الهجر فبينا أنا في السوق أدور إلا وعندي شاوش يقول: أجب الأمير، فقمت معه فأدخلت على الأمير عبد الله بن المعافا وعنده كاتباه ونحو ثلاثة أنفار فأخرج من كان عنده وأخلى لي المكان، ولم يبق غير كاتبيه الفقيه صلاح الجملولي، والشيخ سعيد بن حاجب فرفق بي وتكلم معي من أنت؟ وأين تريد؟ وما، وما؟ وكان قدرآني في صنعاء في سادتها حتى أنه صرح بأنك تريد الإمام كذا، قال: فلما سمعت منه قلت له: هذا عقلك كله تحدث بأن هذا الرجل المجنون يجيبه أحد أو يلتفت صاحب عقل إليه لا يجد موضعا يحفظه حتى يلتئم إليه أنصار وكذا، اللهم إلا أنتم يا رؤساء الزيدية مثلك ومثل إخواننا أهل كوكبان حتى التفت إلى صاحبي، وقال: صدق الرجل فما وصلك؟ قال: فقلت كان على رجل لي دراهم في صنعاء، فلما تفرقت المحاط ولم أعرف موضعه فبلغني أنه في هذه المحطة فصدقني، وخلصت أوطلبت موضعا آوي إليه ففعل، ثم أخذت أدور ظاهرا لصاحبي حتى وجدت رجلا من أهل المحراب فسألته عن السادة فأخبر أنهم آمنون وباقون في بيوتهم، فقلت: ما يحفظني غيرهم، وأجد الحقيقة عندهم فخرجت معه على صورة مع إقبال الليل وكنت أعرف السادة من شبام كوكبان، فدخلت عليهم ليلا [ق/ 106] فاستبشروا وآنسوني وأخفوني في بيوتهم ليلة.
Bogga 397