Nubdha Mushira
النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة
Noocyada
قالوا: فأما العلماء فأطلعوهم إلى عند الأمير المحروم فهتك حرمتهم، وقتل صهره السيد محمد بن صلاح بعد أيام، وضرب الآخرين بالسياط منهم سيدنا العلامة عبد الوهاب بن سعيد الصنعاني رحمهم الله تعالى.
سمعت هذه الرواية في حجة من غير واحد ولأجل ذلك تشرد من بلاده العلماء رحمهم الله تعالى، ثم أرسل عسكرا مع نقيب سموه لي قريبا من المائة النفر، فلحقوا مولانا عليه السلام أنهم يجدونه في الشاهل أو بني مديخة عند أخواله، وكانت طريقهم مور أيضا.
قالوا: فبينا مولانا عليه السلام في عطفة من الوادي إذ سمع المرفع فالتجأ إلى أصول شجر أكثرها أثل، ونظار وتوارى فيها، قال: فسمعهم عليه السلام وهو يسبون عبد الرحيم -يعني العسكر- ويقولون: يأمرنا بالمسير الليل ويحملنا هذه المشقة على فقيه واحد ما عسى أن يفعل، وكان في العسكر رجل يسمى عبد القادر[ق/76] العبالي، كان من وجوههم، فأخبرني المذكور من فيه وهو والله يتأوه ويكاد يبكي قال: فقلت: نعم تواريه مثل هذه الشجرة ورمى بحجرة إلى أعلى الشجرة التي مولانا عليه السلام في أصلها، ولا علم له بأحد هناك، قال: فضحك العسكر كثيرا وقالوا مستهزئين به، قال عبد القادر: [ولما اتفق ما اتفق من القبض على الأمير عبد الرحيم ووصوله إلى الإمام عليه السلام إلى المدان من هنوم، وقد أظهره الله عليه وعلى غيره كما سيأتي، عرضنا عليه يا أصحاب عبد الرحيم] حتى وصل اسمي فسلمت عليه، فلما رآني ضحك وقال: أنت الذي رجمتني في مور بالحجر حتى سال بها دمي وأراني في وجهه، قال: فبكيت وخجلت، فأبرأني وآنسني واستغفر لي.
Bogga 345