116

Nubdha Mushira

النبذة المشيرة إلى جمل من عيون السيرة

Noocyada

قال السيد أحمد نفع الله به: وحج في عام ثمانين وتسعمائة، وكان له من محبة أهل البيت والسعاية في قضاء حوائجهم، والمحبة لهم بقلبه ولسانه،والمناصرة بيده وسنانه، ما لم يكن لغيره قط، ولقد كان يخرج بنفسه إلى قراهم المبتعدة ليتفقد أحوال حرم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وربما تختصم المرأتان فيخرج إليهما بنفسه ليصلح بينهما، وكان رحمه الله قد اتخذ منازله مألفا لبني هاشم يأوون إليه كما يأوي الطير إلى وكره، وكان ممن بايع الإمام الحسن بن علي عليه السلام وشايعه، وناصره واستعان له من أهل صعدة أموالا جزيلة، ولما دعا الإمام المنصور بالله القاسم بن محمد عليه السلام جعل له ولاية عامة، فكان يفعل كما كان يفعل الإمام عليه السلام ، وكان باقيا في صعدة أيام الظالمين بأمر الإمام عليه السلام، وكان له هيبة في صدور الظالمين، وجرى له مع الأمير محمد التركي والأمير صفر قضية ونجاه الله منهم، بل حبس ساعة من نهار، ثم أخرج.

قلت: وسمعت في صعدة من غير واحد أنهم هموا بقتله، وقد أحضروا ما أرسله إلى الإمام عليه السلام حجة عليه فهابوه كثيرا وأبلسوا، ثم رأوا المدينة تموج بأهلها خوفا عليه، فخلوا عنه، وقد أجاب الأمير محمد بجواب حسن قبله منه، وخلى عنه من غير حبس ثان، قال هذا الإمام هو من بلدنا وولد إمامنا الهادي، وبيننا وبينه مثل ما بينكم وبين من هو من بلدكم صحبة كتب إلينا نشتري له بعض كسوة وصابون، وأمور لا عليكم منها ضرر- أو كما قال- وهو مع ذلك مطرق لا يراه ولا ينظر إلى الترك.

Bogga 334