يا لها من دسيسة دنيئة! أيخون الكاهن الأعظم بلاده، ويحرض عليها الغاصبين سعيا وراء أطماعه ومفاسده؟ فبئس ما فكر ودبر.
منقرع :
إنه يا سيدتي لا يعرف أمام أطماعه وشهواته لا دينا ولا وطنا، ولهذا فعل فعلته هذه، غير آسف ولا نادم، وقد أرسل الملك أبيبي إلى مولانا الملك رسولا، يطلب منه القبض عليك حالا، وسجنك تمهيدا لمحاكمتك على الكفر بآمون إله طيبة الأعظم.
نوب حتب :
أيتهمني الكافرون بالكفر؟ فيا سبحان الله! لقد انقلبت الحقائق.
منقرع :
هكذا كان تدبيرهم، وقد اضطر مولانا الملك تلافيا للخلاف ودفعا للنكبة عن بلاده، أن يأمر بالقبض عليك، وسيقبضون عليك بعد ساعتين، وقد جئت لأنصح لك بالهرب، فإن هذه المحاكمة لا تنجلي إلا بالحكم عليك بالقتل، وسيثور ضدك الشعب المصري متى علم بكفرك، وهو شديد التمسك بدينه، فبادري إلى الهرب الآن قبل أن يقبض عليك قاضي التحقيق.
نوب حتب :
لست بمجرمة حتى أهرب من وجه القضاء، ولا أنا بخائنة بلادي مهما كانت الظروف؛ فإن هربي الآن قد يثير الظنون حول تصرف مولانا الملك بالنسبة لملك الهكسوس، فيظن ذلك الملك العاتي أن مولانا الملك هو الذي دبر لي طريقة النجاة، ويتخذ ذلك وسيلة لإشهار الحرب علينا، وما كنت لأضحي ببلادي في سبيل إنقاذ نفسي، ولهذا سأبقى لينفذ في أمر مولانا الملك، وإن كان في موتي خلاص للبلاد فسأموت باسمة مطمئنة.
منقرع :
Bog aan la aqoon