Notes on the Book of the Beliefs of the Predecessors and Successors
ملاحظات حول كتاب عقيدة السلف والخلف
Daabacaha
الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Lambarka Daabacaadda
السنة الرابعة عشرة العدد الثالث والخمسون ١٤٠٢هـ/١٩٨١م
Noocyada
فَضرب بِيَدِهِ على خَشَبَة فَقَالَ: إِنَّا أعطيناك العمود فصل لِرَبِّك على عود فَأَنا ضَامِن لَك أَن لَا تعود" انْتهى ١
قلت: هَذَا ثَابت عَن خَالِد بن عبد الله القسي الَّذِي كَانَ عَاملا لهشام بن عبد الْملك وَكَانَ ذَلِك فِي سنة ١١٨ هجري فِي وَاسِط، وَقَالَ ابْن قُتَيْبَة هَكَذَا٢.
_________
١ الرَّد على الْجَهْمِية للْإِمَام الدَّارمِيّ: ص ٩٧.
٢ المعارف لِابْنِ قُتَيْبَة: ص ١٧٤.
٢_ أَبُو مُحرز جهم بن صَفْوَان: وتبه فِي غيه وضلاله جهم بن صَفْوَان أَبُو مُحرز، قَالَ الإِمَام الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه: "السَّمرقَنْدِي الضال المبتدع، رَأس الْجَهْمِية هلك فِي زمَان صغَار التَّابِعين وَمَا عَلمته روى شَيْئا لكنه زرع شرا عَظِيما" انْتهى٣. وَقَالَ الْحَافِظ فِي لِسَانه: "وَكَانَ قتل جهم بن صَفْوَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَسَببه أَنه كَانَ يقْضِي فِي عَسْكَر الْحَارِث بن شُرَيْح الْخَارِج على أُمَرَاء خُرَاسَان فَقبض عَلَيْهِ نصر بن سيار فَقَالَ لَهُ: استبني. فَقَالَ: لَو مَلَأت هَذَا الْمَلأ كواكب وأنزلت إِلَيّ عِيسَى بن مَرْيَم مَا نجوت، وَلم كنت فِي بَطْني لشققت بَطْني حَتَّى أَقْتلك وَلَا تقوم علينا مَعَ اليمانية أَكثر مِمَّا قُمْت، وَأمر بقتْله، وَكَانَ جهم من موَالِي بني راسب وَكتب لِلْحَارِثِ" انْتهى٤. قلت: وَقد عقد الإِمَام الْحَافِظ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ فِي كِتَابه عنوانا وَهُوَ: (بَاب الإحتجاج فِي إكفار الْجَهْمِية) ثمَّ قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى: "ناظرني رجل بِبَغْدَاد منافخا عَن هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية فَقَالَ لي: بِأَيّ حجَّة تكفرون هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية وَقد نهي عَن إكفار أهل الْقبْلَة؟ بِكِتَاب نَاطِق تكفرونهم أم بأثر أم بِإِجْمَاع؟ فَقلت: مَا الْجَهْمِية عندنَا من أهل الْقبْلَة وَمَا نكفرهم إِلَّا بِكِتَاب مسطور وَأثر مأثور وَكفر مَشْهُور: أما الْكتاب: فَمَا أخبر الله تَعَالَى عَن مُشْركي قُرَيْش من تكذيبهم بِالْقُرْآنِ فَكَانَ من أَشد مَا أخبر عَنْهُم من التَّكْذِيب أَنهم قَالُوا هُوَ مَخْلُوق كَمَا قَالَت الْجَهْمِية سَوَاء، قَالَ الوحيد: وَهُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ وَهَذَا قَول جهم إِن هَذَا إِلَّا مَخْلُوق وَكَذَلِكَ قَول من يَقُول بقوله، وَقَول من قَالَ: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ و﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ و﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ﴾ معناهم فِي جَمِيع ذَلِك وَمعنى جهم بن صَفْوَان فِي قَوْله يرجعان إِلَى أَنه مَخْلُوق لَيْسَ بَينهمَا فِيهِ من البون كغرز إبرة وَلَا كقيس شَعْرَة. فَبِهَذَا نكفرهم كَمَا أكفر الله بِهِ أئمتهم من _________ ٣ ميزَان الِاعْتِدَال: ١ /٤٢٦. ٤ لِسَان الْمِيزَان: ٢ /١٤٢.
٢_ أَبُو مُحرز جهم بن صَفْوَان: وتبه فِي غيه وضلاله جهم بن صَفْوَان أَبُو مُحرز، قَالَ الإِمَام الذَّهَبِيّ فِي مِيزَانه: "السَّمرقَنْدِي الضال المبتدع، رَأس الْجَهْمِية هلك فِي زمَان صغَار التَّابِعين وَمَا عَلمته روى شَيْئا لكنه زرع شرا عَظِيما" انْتهى٣. وَقَالَ الْحَافِظ فِي لِسَانه: "وَكَانَ قتل جهم بن صَفْوَان سنة ثَمَان وَعشْرين وَمِائَة وَسَببه أَنه كَانَ يقْضِي فِي عَسْكَر الْحَارِث بن شُرَيْح الْخَارِج على أُمَرَاء خُرَاسَان فَقبض عَلَيْهِ نصر بن سيار فَقَالَ لَهُ: استبني. فَقَالَ: لَو مَلَأت هَذَا الْمَلأ كواكب وأنزلت إِلَيّ عِيسَى بن مَرْيَم مَا نجوت، وَلم كنت فِي بَطْني لشققت بَطْني حَتَّى أَقْتلك وَلَا تقوم علينا مَعَ اليمانية أَكثر مِمَّا قُمْت، وَأمر بقتْله، وَكَانَ جهم من موَالِي بني راسب وَكتب لِلْحَارِثِ" انْتهى٤. قلت: وَقد عقد الإِمَام الْحَافِظ عُثْمَان بن سعيد الدَّارمِيّ فِي كِتَابه عنوانا وَهُوَ: (بَاب الإحتجاج فِي إكفار الْجَهْمِية) ثمَّ قَالَ رَحمَه الله تَعَالَى: "ناظرني رجل بِبَغْدَاد منافخا عَن هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية فَقَالَ لي: بِأَيّ حجَّة تكفرون هَؤُلَاءِ الْجَهْمِية وَقد نهي عَن إكفار أهل الْقبْلَة؟ بِكِتَاب نَاطِق تكفرونهم أم بأثر أم بِإِجْمَاع؟ فَقلت: مَا الْجَهْمِية عندنَا من أهل الْقبْلَة وَمَا نكفرهم إِلَّا بِكِتَاب مسطور وَأثر مأثور وَكفر مَشْهُور: أما الْكتاب: فَمَا أخبر الله تَعَالَى عَن مُشْركي قُرَيْش من تكذيبهم بِالْقُرْآنِ فَكَانَ من أَشد مَا أخبر عَنْهُم من التَّكْذِيب أَنهم قَالُوا هُوَ مَخْلُوق كَمَا قَالَت الْجَهْمِية سَوَاء، قَالَ الوحيد: وَهُوَ الْوَلِيد بن الْمُغيرَة المَخْزُومِي: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ﴾ وَهَذَا قَول جهم إِن هَذَا إِلَّا مَخْلُوق وَكَذَلِكَ قَول من يَقُول بقوله، وَقَول من قَالَ: ﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ إِفْكٌ افْتَرَاهُ﴾ و﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ﴾ و﴿إِنْ هَذَا إِلاَّ اخْتِلاقٌ﴾ معناهم فِي جَمِيع ذَلِك وَمعنى جهم بن صَفْوَان فِي قَوْله يرجعان إِلَى أَنه مَخْلُوق لَيْسَ بَينهمَا فِيهِ من البون كغرز إبرة وَلَا كقيس شَعْرَة. فَبِهَذَا نكفرهم كَمَا أكفر الله بِهِ أئمتهم من _________ ٣ ميزَان الِاعْتِدَال: ١ /٤٢٦. ٤ لِسَان الْمِيزَان: ٢ /١٤٢.
1 / 297