الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال

Ibrahim ibn Amir al-Ruhaili d. Unknown

الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال

الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال

Daabacaha

مكتبة العلوم والحكم

Lambarka Daabacaadda

الثالثة

Sanadka Daabacaadda

١٤٢٣ هـ - ٢٠٠٣ م

Goobta Daabacaadda

المدينة المنورة

Noocyada

الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال الدكتور إبراهيم بن عامر الرحيلي

Bog aan la aqoon

المقدمة إن الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أرسله ربه بالرحمة والخير والهدى، وأظهر دينه، على سائر أديان الورى، وأيده بصحابته، أولي الاحلام والنهى، ومصابيح الدّجى فجعلهم رحمة للمؤمنين وغيظًا للكافرين، لا يحبهم إلا مؤمن تقي، ولا يبغضهم إلا منافق غوي. أما بعد: فمازال أعداء الإسلام على مختلف أديانهم ومشاربهم، يكيدون للإسلام وأهله، منذ أن أظهر الله هذا الدين، وأعز أتباعه. يحملهم على ذلك الحسد والغيرة، والحقد والضغينة، التي امتلأت بها قلوبهم على أهل هذا الدين، فتنوعت أساليبهم في حرب هذا الدين، وتعددت مكايدهم؛ وذلك بعد أن فشلوا في المواجهة العسكرية، واندحروا خائبين أمام الجيوش الإسلامية، فكان من بين تلك المكايد: ما استهدف الخلفاء والأمراء بالقتل غيلة وغدرًا؛ حيث كان أول الضحايا: ثلاثة من الخلفاء الراشدين هم: عمر، وعثمان، وعلي-﵃ فعمر قتله مجوسي حاقد. وعثمان قُتل على إثر مؤامرة يهودية تولى كبرها عبد الله بن سبأ اليهودي. وعلي قتله مبتدع مارق،

1 / 5

من أتباع ذي الخويصره، الذي طعن في النبي ﷺ واتهمه بعدم العدل في القسم يوم حنين. (١) ومن صور تلك المكايد: السعي في الوقيعة بين المسلمين، وبث الفرقة والاختلاف بين صفوفهم، بالكذب والتزوير على الخلفاء والأمراء، وإيغار صدور العامة عليهم؛ وبالتلبيس على الناس بشتى أنواع الحيل وأصناف المكر، كما فعل ابن سبأ الذي أخذ يجوب الاقطار في عهد عثمان، مؤلبًا الناس على الخليفة، مظهرًا الطعن عليه، وعلى أمرائه باسم الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكان مقتل عثمان ﵁ أولى جذوات هذه الفتنة، ثم مانتج عنه من اختلاف في الامة وتفرق، واقتتال وتمزق. لكن الجانب الأخطر لهذه الفتنة والمكيدة العظمى لأعداء الدين: هو زعزعة العقيدة الصحيحة في نفوس المسلمين، وذلك بما أظهره هذا اليهودي الماكر في الأمة من الدعوة إلى موالاة أهل البيت ومحبتهم، مدعيًا أنهم أولى الناس بالخلافة بعد النبي ﷺ، فهم أهل بيته، وقرابته، وأحق الناس بتصريف أمر الأمة من بعده. ثم مالبث أن دعى إلى القول بالوصية، وأن النبي ﷺ قد عهد إلى علي بالخلافة ونص عليه نصًا جليًا، وأن الصحابة قد اغتصبوا الخلافة وظلموا عليًا بإقصائه عنها، فأظهر البراءة من الخلفاء الثلاثة السابقين لعلي في الخلافة ودعى الناس إلى ذلك. ثم بعد موت علي ﵁ أظهر القول بالرجعه وزعم أن عليًا لم يمت وأنه سيعود قبل قيام الساعة وينتقم من أعدائه. (٢) فكانت هذه الدعوة اليهودية المغلفة بستار محبة أهل البيت وموالاتهم هي الأساس الذي انبنت عليه عقيدة الرافضة. ولهذا نص العلماء المحققون في الفرق والمقالات: أن الرافضة ترجع في نشأتها إلى اليهود وأن أول من ابتدع الرفض في الإسلام هو عبد الله بن سبأ اليهودي.

(١) انظر تفاصيل هذه الاحداث في البداية والنهاية لابن كثير ٧/١٤١، ١٩٢، ... ٣٣٨. (٢) انظر: تاريخ الطبري ٤/٣٤٠، والبداية والنهاية لابن كثير ٧/١٧٤.

1 / 6

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية ﵀: «وقد ذكر أهل العلم: أن مبدأ الرفض إنما كان من الزنديق عبد الله بن سبأ؛ فإنه أظهر الإسلام، وأبطن اليهودية، وطلب أن يفسد الإسلام كما فعل بولص النصراني الذي كان يهوديًا في إفساد دين النصارى» . (١) وهذه الحقيقة قد اعترف بها كبار علماء الرافضة المتقدمين كالأشعري القمي، والكشي، والنوبختي، ومن المتأخرين المامقاني، حيث أوردوا في كتبهم هذا النص: «وحكى جماعة من أهل العلم من أصحاب علي ﵁: أن عبد الله بن سبأ كان يهوديًا فأسلم، ووالى عليًا ﵁. وكان يقول وهو على يهوديته في يوشع بن نون بعد موسى ﵁ بهذه المقالة، فقال في إسلامه بعد وفاة النبي ﷺ بمثل ذلك، وهو أول من أظهر القول بفرض إمامة علي ﵁ وأظهر البراءة من أعدائه، وكاشف مخالفيه فمن هناك قال من خالف الشيعة: إن أصل الرفض مأخوذ من اليهودية» . (٢) والأثر اليهودي في عقيدة الرافضة ظاهر من خلال التشابه الكبير بينهما في العقيدة، فما عقيدة الوصية، والرجعة، والبداء، والتقية، التي هي أصول عقيدة الرافضة، إلا أمثلة واقعية لصلة عقيدة الرافضة باليهود. وما جرأة الرافضة على كتاب الله بالتحريف، وكثرة الكذب فيهم، والنفاق، والطعن في خيار الأمة بالظلم والعدوان، وعدم اعتدال الرافضة في حب ولا بغض، إلا أخلاق يهودية موروثة. وقد نبه العلماء على ذلك قديمًا وحديثًا في نصوص كثيرة ليس هذا موضع ذكرها (٣) ولكن المقصود هنا: بيان أن هذه الطائفة هي من أشد

(١) مجموع الفتاوى ٢٨/٤٨٣. ... (٢) المقالات والفرق للأشعري القمى ص٢١، رجال الكشي ص٧١، فرق ... الشيعة للنوبختي ص٢٢، وتنقيح المقال للمامقاني ٢/١٨٤. (٣) انظر: شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي ٨/١٤٦١-١٤٦٣، ومنهاج ... السنة لشيخ الإسلام ابن تيمية ١/٢٣-٢٧، ومن البحوث المعاصرة بذل ... المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود لعبد الله الجميلي ١/١٥٣-١٦٤.

1 / 7

الفرق المنتسبة للإسلام: بدعة وضلالًا، لنشأتها الغريبة عن الإسلام وبعد عقيدتها عن حقائق الإيمان. ولذا حذر علماء الإسلام من الرافضة أشد ما يكون التحذير، وذموهم بما لم يذموا به طائفة أخرى، وما ذلك إلا لما اطّلعوا عليه من عظيم خطرهم على الأمة، وبعدهم عن الدين. فعن عامر الشعبي أنه قال: «احذركم الأهواء المضلة، وشرّها الرافضة. وذلك أن منهم يهودًا يغمصون الإسلام لتحيا ضلالتهم، كما يغمص بولس بن شاول ملك اليهود النصرانية لتحيا ضلالتهم ... لم يدخلوافي الإسلام رغبة ولارهبةمن الله، ولكن مقتًا لأهل الإسلام.» (١) وعن طلحة بن مصرّف أنه قال: «الرافضة لاتنكح نساؤهم، ولاتؤكل ذبائحهم، لأنهم أهل ردة» . (٢) وسئل الإمام مالك عن الرافضة فقال: «لا تكلمهم ولا ترو عنهم فإنهم يكذبون» . (٣) وعن أبي يوسف أنه قال: «لا أصلي خلف جهمي، ولا رافضي، ولا قدري» . (٤) وعن الإمام الشافعي أنه قال: «لم أر أحدًا من أصحاب الأهواء أكذب في الدعوى، ولا أشهد بالزور من الرافضة» . (٥) وقال القاسم بن سلام: «عاشرت الناس، وكلمت أهل الكلام، وكذا،

(١) اخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٨/١٤٦١، والخلال في ... السنة ١/٤٩٧. (٢) اخرجه ابن بطة في الإبانة الصغرى ص١٦١. (٣) نقله شيخ الإسلام في منهاج السنة ١/٦١. (٤) أخرجه اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة ٤/٧٣٣. (٥) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى ٢/٥٤٥، واللالكائي في شرح أصول ... اعتقاد أهل السنة ٨/٤٥٧.

1 / 8

فما رأيت أوسخ وسخًا، ولا أقذر قذرًا، ولا أضعف حجة، ولا أحمق، من الرافضة» . (١) وعن الإمام أحمد أنه سئل عمن يشتم أبابكر وعمر وعائشة قال: «ماأراه على الإسلام» . (٢) وعن الإمام البخاري أنه قال: «ما أبالي صليت خلف الجهمي والرافضي، أم صليت خلف اليهود والنصارى، ولا يُسلم عليهم ولا يُعادون ولا يُناكحون ولا يُشهدون ولا تُؤكل ذبائحهم» . (٣) ويقول شيخ الإسلام في معرض حديثه عن الرافضة في منهاج السنة: «والله يعلم، وكفى بالله عليمًا، ليس في جميع الطوائف المنتسبة إلى الإسلام مع بدعة وضلالة، شر منهم، لا أجهل، ولا أكذب، ولا أظلم ولا أقرب إلى الكفر والفسوق والعصيان، وأبعد عن حقائق الإيمان منهم» . (٤) وأقوال العلماء في ذمهم كثيرة مشهورة، وإنما ذكرت هنا أمثلة. وقد جمعت طائفة كبيرة، منها في مبحث مستقل من هذا الكتاب، مراعيًا التنويع في النقل، بحسب اختلاف الأعصار والأمصار ليعلم إجماع الأمة قاطبة على ذم الرافضة والتحذير منهم. (٥) ويكمن خطر الرافضة على الأمة في عدة أمور: الأول: أنهم أصحاب دعوة لعقيدتهم، وهذه الدعوة تتستر بمحبة أهل بيت النبي ﷺ، فيستغلون عاطفة المسلمين تجاه أهل البيت في بث أفكارهم وعقيدتهم الفاسدة. الثاني: أنهم يدينون بالتقية، التي هي النفاق المحض، فيخدعون

(١) اخرجه الخلال في السنة ١/٤٩٩. (٢) المصدر نفسه ١/٤٩٣. (٣) خلق أفعال العباد (ضمن عقائد السلف جمع النشار) ص١٢٥. (٤) منهاج السنة ٥/١٦٠. (٥) انظر: ص١١٢-١٥٣.

1 / 9

المسلمين بما يظهرون لهم من الموافقة، والمحبة، والمناصرة، ولا يصرحون بعقيدتهم الحقيقية، فانخدع بهم من انخدع من أهل السنة، وخالطوهم في المجالس والمساكن، ومالت نفوسهم إليهم، حتى وصل الحال ببعضهم إلى موالاتهم ومحبتهم، بل الارتكاس في عقيدتهم. الثالث: أنهم يكذبون في نقلهم وأخبارهم، يستحلون الكذب انتصارًا لمعتقدهم؛ ولهذا جاءت كتبهم مليئة بالروايات الموضوعة على لسان النبي ﷺ وعلى ألسنة أئمة أهل البيت، بل تطاولوا على كتاب الله بالتحريف والتبديل، استدلالًا لباطلهم وترويجًا لبدعتهم، فخدعوا بعض العامة بذلك ولبسوا عليهم في أصل دينهم. الرابع: أن للرافضة في دعوتهم أساليب ماكرة، يلبسون بها على الناس، ويخدعونهم بها، وهذه الأساليب كثيرة جدًا، تتلون في كل عصر بما يناسبه، وكلما ظهر الناس على شئ منها وفضحوهم بها، انتقلوا إلى أسلوب آخر، وحيلة جديدة شأنهم في ذلك شأن اليهود. فمن أساليبهم الماكرة: إطلاقهم الألقاب أو الكنى التي اشتهر بها علماء أهل السنة، على بعض علمائهم تلبيسًا على الناس. وبالتالي قد ينسب الناس لذلك الامام المشهور أقوال ذلك الرافضي. مثل: إطلاقهم (السدّي) على أحد علمائهم وهو: (محمد بن مروان) موافقه للإمام المشهور وهو: (إسماعيل بن عبد الرحمن السدي) ففرّق العلماء بينهم بإطلاق (السدّي الكبير): على الإمام السني. وإطلاق (السدّي الصغير) على الرافضي، وإن كان حصل لبعض الناس لبس في ذلك، فنسب ذلك الإمام الجليل للتشيع وهومنه برئ. (١)

(١) انظر في ترجمتهما: ميزان الاعتدال للذهبي ١/٢٣٦، ٤/٣٢ وقد نبه على ... هذا الأسلوب الرافضي في التلبيس: الدهلوى ﵀. انظر: مختصر ... التحفة الاثنى ... عشرية ص٣٢.

1 / 10

وكإطلاقهم (الطبري) على (محمد بن رستم) أحد علمائهم وتكنيته بأبي جعفر مضاهاةً للإمام الجليل: (محمد بن جرير الطبري) فاجتمع معه في الاسم، والكنية، واللقب، فلبسوا بذلك تلبيسًا عظيمًا، حتى إن الإمام الحافظ: أحمد بن علي السليماني نسب الإمام الطبري للرفض وهو من أبعد الناس عن ذلك، لكن السليماني اختلط عليه الإمام بالرافضي وقد أشار إلى ذلك الذهبي ﵀. (١) وكذلك إطلاقهم على أحد علمائهم المسمى بعبد الله: (ابن قتيبة) مشابهة بعبد الله بن مسلم بن قتيبة، من كبار علماء أهل السنة وثقاتهم. وزيادة في التلبيس قام هذا الرافضي بتأليف كتاب سماه (المعارف) على غرار كتاب (المعارف) لابن قتيبة ﵀. (٢) ومن أساليبهم أيضًا: أنهم يؤلفون بعض الكتب وينسبونها إلى أحد أئمة أهل السنة، ويذكرون فيها بعض المفتريات مما يوجب الطعن على أهل السنة، كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك، الذي صنفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به. (٣) ومن مكايدهم: أنهم يزيدون بعض الابيات في شعر أحد أئمة أهل السنة، مما يؤذن بتشيعه. كما ألحق بعض الرافضة المتقدمين بما نسب إلى الإمام الشافعي من أبيات فيها: ياراكبًا قف بالمحصب من منى ... واهتف بساكن خيفها والناهض

(١) انظر: ميزان الاعتدال ٣/٤٩٩ (٢) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية للدهلوي ص٣٢ وقد أنكر بعض المحققين ... المعاصرين أن يكون كتاب (الامامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبه من ... مؤلفاته قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في كتابه (عقيدة ابن قتيبه): == ص٩٠: (وبعد قراءتي لكتاب الامامة والسياسة قراءة فاحصة ترجّح عندي ... أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة) قلت: وغير مستبعد أن يكون الكتاب المذكور لابن قتيبة الرافضي ... والعلم عند الله. (٣) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية ص٣٤.

1 / 11

فألحق الرافضي بها: قف ثم ناد بأنني لمحمد ... ووصيه ونبيه لست بباغض أخبرهم أني من النفر الذي ... لولاء أهل البيت لست بناقض وقل ابن إدريس بتقديم الذي ... قدّمتموه على عليّ مارضي (١) ولا يخفى ما في هذه الأبيات من الركاكة التي تقطع ببطلان نسبتها إلى الإمام الشافعي ﵀. فلهذه الأوجه وغيرها تعد الرافضة من أخطر الفرق على الأمة، وأشدها فتنة وتضليلًا، خصوصًا على العامة الذين لم يقفوا على حقيقة أمرهم، وفساد معتقدهم. والرافضة في هذا العصر، قد أحدثوا حيلًا جديدة لاصطياد من لاعلم عنده من أهل السنة، والتأثير عليه بعقيدتهم الفاسدة الكاسدة. فمن ذلك ما أحدثوه من دعوة التقريب بين السنة والشيعة، والدعوة إلى تناسي الخلافات بين الطائفتين. وما هذه الدعوة إلا ستار جديد للدعوة للرفض، ونشر هذه العقيدة الفاسدة بين صفوف أهل السنة، وإلا فالرافضة لايقبلون التنازل عن شيء من عقيدتهم. لكن هذه الدعوة مالبثت أن باءت بالفشل بحمد الله وتوفيقه، ثم بجهود العلماء المخلصين الذين حذروا من هذه المكيدة وأفسدوها. ثم إنه في السنوات الأخيرة وبعد فشل دعوة التقريب، رأينا الرافضة تظهر بوجهها الحقيقي، في أسلوب ماكر جديد، ممثلة في رجل مجهول لا يعرف له ذكر في العلم، فادّعى أنه كان سنيًا وأن الله هداه إلى عقيدة الرفض ثم أخذ يصحح عقيدة الرافضة، ويدعوا لها، ويطعن في عقيدة أهل السنة وينفر الناس منها، هذا مع القدح العظيم في الصحابة الكرام، ورميهم بالكفر والردة عن الإسلام، وذلك عن طريق تأليفه جمعًا من

(١) انظر: المرجع السابق ٣٤-٣٥.

1 / 12

الكتب بثها في الناس بعد أن شحنها بالأكاذيب والأباطيل والدس والتضليل. هذا الرجل هو من يعرف باسم الدكتور محمد التيجاني السماوي وقد ذكر هو في حديثه عن نفسه أنه من تونس. وقد جاء على أغلفة كتبه تحت ذكر اسمه عبارة (دكتوراه في الفلسفة من جامعة السربون بباريس) وبلغني أنه الآن يعيش في بلجيكا بعد أن طُرد من تونس وكتبه هي: ١- ... ثم اهتديت. ٢- ... لأكون مع الصادقين. ٣- ... فسألوا أهل الذكر. ٤- ... الشيعة هم أهل السنة. الأول منها يقع في (٢٢٣) صفحة، والثاني في (٣٤٨) صفحة، والثالث في (٣٥٤)، والرابع في (٣٢٧) صفحة. كلها من الحجم المتوسط، وهي من نشر «مؤسسة الفجر بلندن» . وقد قرأت هذه الكتب فتبين لي من خلال قراءتها مايلي: ١- ... أن المؤلف ليس من أهل العلم. بل هو جاهل بالشرع وعلومه وغاية ما يكون عليه حاله -مع حسن الظن- أنه ممن تربى على المدارس الفكرية المعاصرة، وهذا ظاهر من خلال أسلوبه في عرض المسائل، وتعامله مع النصوص وطريقته في الاستدلال، وعدم تمييزه بين الأحاديث الصحيحة من الضعيفة. حيث يصحح الاحاديث أحيانًا، إما عن طريق العقل، أو لمجرد ورودها ... في كتب السنة. ومما يؤكد جهله ما صرح به ضمن حديثه عن نفسه من أنه لم يشتر صحيح البخاري ومسلم، وأشهر كتب الأحاديث الأخرى، ولم يعرفها إلا بعد رجوعه من العراق واتصاله ببعض علماء الرافضة الذين ذكروا له -بزعمه- بعض المطاعن في الصحابة من الصحيحين فاشترى هذه الكتب للتأكد من ذلك. يقول: «سافرت إلى العاصمة، ومنها اشتريت صحيح

1 / 13

البخاري وصحيح مسلم، ومسند الإمام أحمد، وصحيح الترمذي، وموطأ مالك، وغيرها من الكتب الأخرى المشهورة، ولم أنتظر الرجوع إلى البيت، فكنت طوال الطريق بين تونس وقفصة وأنا راكب في حافلة النقل العمومية أتصفح كتاب البخاري وأبحث عن رزية الخميس» . (١) ٢- ... المؤلف في عقيدته الجديدة -التي يزعم أنه اهتدى إليها- رافضي جلد، يقرر عقيدة الرافضة بكل صراحة، وينتصر لها، ويعلن انتسابه إليها، والبراءة من السنة والصحابة، الذين يصرح باعتقاده ردتهم إلا القليل منهم. حيث يقول: «قرأت الكثير حتى اقتنعت بأن الشيعة الامامية على حق، فتشيعت، وركبت على بركة الله سفينة أهل البيت، وتمسكت بحبل ولائهم، لأني وجدت بحمد الله البديل عن بعض الصحابة الذين ثبت عندي أنهم ارتدوا على أعقابهم، ولم ينج منهم إلا القليل» . (٢) ٣- ... لم يلتزم المؤلف في كتبه بالمنهج العلمي في التأليف، لا من حيث توثيق المعلومات من مصادرها، ولا من حيث طريقة عرض المسائل وترتيبها تحت أبواب أو فصول ومراعاة وحدة الموضوعات وترابطها، بل جاءت كتبه خالية من أي توثيق للمعلومات والإحالة على المصادر إلا ما ندر، وإذا ما أحال تكون الإحالة في الغالب ناقصة لاتفي بالغرض. وأما طريقته في عرض المسائل فإنه يبحثها تحت عناوين مستقلةلا ارتباط لها بما ... قبلها أو بعدها، بل إنه قد يعقد العنوان لبحث مسأله ويبحث تحته مسألة أخرى، فجاءت كتبه أشبه ما تكون بمقالات منوعة، جمعت من غير ترتيب ولا تهذيب وقد ذكرت لذلك أمثلة عند نقد المؤلف ومنهجه. ٤- ... تركزت مادة هذه الكتب حول مسألة الصحابة بشقيها الذي سارت عليه كتب الرافضة وهما: الغلو المفرط في علي وأبنائه والإستدلال

(١) ثم اهتديث ص٨٨. (٢) ثم اهتديت ص١٥٦.

1 / 14

على ذلك بالموضوعات والمنكرات التي ليس لها حظ من الصحة والثبوت، والقدح المقذع في سائر الصحابة استدلالًا بما جاء في كتب التاريخ من أخبار، عامتها مكذوبة على الصحابة هي من وضع الرافضة والزنادقة، وقليل منها صحيح لكنه لامطعن فيه على الصحابة. والمؤلف لم يأت بجديد في هذا الباب، بل هو معتمد على ما جاء في كتب الرافضة من مطاعن، مع ادعائه أنه قد توصل لهذه المسائل عن طريق البحث العلمي الجاد وهو في ذلك كاذب. بل إني أشك في استقلاله بتأليف هذه الكتب، للتناقض الكبير الحاصل فيها -والذي ستأتي له أمثلة مفصلة عند نقد المؤلف ومنهجه- ولعدم ترابط موضوعاتها وتناسقها مما يبعد معه أن تكون لمؤلف واحد ولا أستبعد أن يكون للخوئي والصدر وغيرهما من علماء الرافضة المعاصرين اليد الطولى في أصل فكرة وضع هذه الكتب، والمشاركة في تأليفها، خصوصًا وأن المؤلف صرح بأنه إنما شرع في البحث بعد اتصاله بهم في العراق وتزويدهم له بكمية كبيرة من كتب الرافضة. ثم إني بعد تأمل هذه الكتب وما حوته من تضليل وتلبيس، وما بلغني أيضًا من سعي الرافضة في طباعتها وترجمتها إلى عدة لغات، وتوزيعها على كل نطاق، وتلقف العوام لها في بلاد كثيرة خلت من العلماء الذين يحذرون من هذه الكتب وخطرها، وينبهون الناس على زيفها وباطلها: عقدت العزم على الرد عليها، وكشف زيفها وتهافتها نصحًا للأمه ودفاعًا عن السنة. وإن كنت مؤثرًا أن يتولى هذا الرد عالم من علماء الأمة، إلا أن معرفتي بانشغال العلماء بما هو أعظم حملني على تجشم هذا الأمر -على ضعف منى وتقصير- رغبة في الأجر والذب عن السنة، متشبهًا بالعلماء في ذلك، غير متطاول على مقامهم. فبدأت بجرد تلك الكتب الأربعه وحصر المسائل الواردة فيها، والتي تحتاج إلى رد، ثم جمعت من الأدلة وكلام أهل العلم حول كل مسألة ما

1 / 15

يفي بالغرض في الرد عليها، وكنت قد صنفتها حسب الموضوعات من غير نظر إلى الكتاب الواردة فيه، تمهيدًا للرد عليها في كتاب واحد بحسب ذلك الترتيب الموضوعي. ثم رأيت من المصلحة إفراد الرد على كل كتاب بكتاب مستقل، لما بلغني من انتشار بعض تلك الكتب في بعض الأماكن دون بعض فما أردت أن أعين على نشر مالم يعرف منها عن طريق عرض المسائل عند الرد عليها، ولما في هذه الطريقة المختارة من سهولة على القارئ في مراجعة مسائل كل كتاب على حدة. وها هو ذا الرد على الكتاب الأول من هذه الكتب، وهو كتاب «ثم اهتديت» الذي يعد من أكثر تلك الكتب تلبيسًا وتضليلًا، حيث تتبعت كل مسائله وفندت كل شبهة، بالدليل الصحيح، والخبر الموثق، والحجة المقنعة، حتى ظهر الحق، وزهق الباطل، إن الباطل كان زهوقًا. والمنة فيها والفضل لله وحده. فله الحمد على ماأنعم ويسر أولًا وآخرًا. وقبل الشروع في تفصيل الرد جعلت له مدخلًا تضمن مباحث نافعة ومفيدة -إن شاء الله- جاءت مقسمة على ستة مباحث: المبحث الأول: في التعريف بالرافضة. المبحث الثاني: نشأة الرافضة وبيان دور اليهود في نشأتهم. المبحث الثالث: تعريف موجز بأهم عقائد الرافضة. المبحث الرابع: مطاعن الرافضة على أئمة أهل السنة وعلمائهم. المبحث الخامس: موقف أهل السنة من الرافضة ومن عقيدتهم. المبحث السادس: نقد عام للمؤلف ومنهجه في كتبه الأربعة. وقد سميت كتابي هذا (الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال) . هذا واسأل الله - تعالى - كما وفق لهذا العمل بلطفه وكرمه، أن يجعله

1 / 16

خالصًا لوجهه الكريم، وأن يمن علىّ فيه بالقبول، وأن ينفع به من يراه من المسلمين، وأن يدحض به كيد الكائدين، وشبه المبتدعين إنه سميع قريب مجيب، وبالإجابة جدير.

1 / 17

المبحث الأول تعريف الرافضة الرفض في اللغة هو: الترك، يقال رفضت الشيء: أي تركته. (١) والرافضة في الاصطلاح: هي إحدى الفرق المنتسبة للتشيع لآل البيت، مع البراءة من أبي بكر وعمر، وسائر أصحاب النبي ﷺ إلا القليل منهم، وتكفيرهم لهم وسبهم إياهم. قال الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-: «والرافضة: هم الذين يتبرؤن من أصحاب محمد رسول الله ﷺ ويسبونهم وينتقصونهم» . (٢) وقال عبد الله بن أحمد -رحمهما الله تعالى-: «سألت أبي من الرافضة؟ فقال: الذين يشتمون -أو يسبون- أبا بكر وعمر ﵄» . (٣) وقال الإمام أبوالقاسم التيمي الملقب (بقوام السنة) في تعريفهم: «وهم الذين يشتمون أبا بكر وعمر ﵄ ورضي عن محبهما» . (٤)

(١) انظر القاموس المحيط للفيروزأبادي ٢/٣٣٢، ومقاييس اللغة لابن فارس ... ٢/٤٢٢. (٢) طبقات الحنابلة لابن أبي يعلي ١/٣٣. (٣) أخرجه الخلال في السنة رقم (٧٧٧) وقال المحقق: إسناده صحيح. (٤) الحجة في بيان المحجة ٢/٤٧٨.

1 / 21

وقد انفردت الرافضة من بين الفرق المنتسبة للإسلام بمسبة الشيخين أبي بكر وعمر، دون غيرها من الفرق الأخرى، وهذا من عظم خذلانهم قاتلهم الله. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «فأبوبكر وعمر أبغضتهما الرافضة ولعنتهما، دون غيرهم من الطوائف» . (١) وقد جاء في كتب الرافضة ما يشهد لهذا: وهو جعلهم محبة الشيخين وتوليهما من عدمها هي الفارق بينهم وبين غيرهم ممن يطلقون عليهم (النواصب) فقد روى الدرازي عن محمد بن علي بن موسى قال: «كتبت إلى علي بن محمد ﵇ (٢) عن الناصب هل يحتاج في امتحانه إلى أكثر من تقديمه الجبت والطاغوت (٣) واعتقاد إمامتهما؟ فرجع الجواب من كان على هذا فهو ناصب» . (٤) سبب تسميتهم رافضة: يرى جمهور المحققين أن سبب اطلاق هذه التسمية على الرافضة: هو رفضهم زيد بن علي وتفرقهم عنه بعد أن كانوا في جيشه، حين خروجه على هشام بن عبد الملك، في سنة إحدى وعشرين ومائة وذلك بعد أن أظهروا البراءة من الشيخين فنهاهم عن ذلك. يقول أبو الحسن الأشعرى: «وكان زيد بن علي يفضل علي بن

(١) مجموع الفتاوى ٤/٤٣٥. (٢) هو: أبو الحسن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا، ويعرف ... بالعسكرى، وهو أحد الأئمة الاثنى عشر عند الإمامية، كانت ولادته سنة ... أربع عشرة، وقيل: ثلاث عشرة ومائتين، ووفاته سنة أربع وخمسين ... ومائتين. انظر: وفيات الأعيان ٣/٢٧٢. (٣) يعنون بهما: أبا بكر وعمر ﵄ كما جاء ذلك في تفسير ... العياشى ١/٢٤٦ -وهو من أهم كتب التفسير عندهم- عند قوله تعالى: ... ﴿ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبًا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت﴾ ... (النساء: ٥١) . (٤) المحاسن النفسانية: لمحمد آل عصفور الدرازي ص١٤٥.

1 / 22

أبي طالب على سائر أصحاب رسول الله ﷺ ويتولى أبا بكر وعمر، ويرى الخروج على أئمة الجور، فلما ظهر في الكوفة في أصحابه الذين بايعوه سمع من بعضهم الطعن على أبي بكر وعمر فأنكر ذلك على من سمعه منه، فتفرق عنه الذين بايعوه، فقال لهم: رفضتموني، فيقال إنهم سموا رافضة لقول زيد لهم رفضتموني» . (١) وبهذا القول قال قوام السنة (٢)، والرازي (٣)، والشهرستاني (٤)، وشيخ الإسلام ابن تيمية (٥) ﵏. وذهب الأشعري في قول آخر: إلى أنهم سموا بالرافضة لرفضهم إمامة الشيخين، قال: «وإنما سموا رافضة لرفضهم إمامة أبي بكر وعمر» . (٦) والرافضة اليوم يغضبون من هذه التسمية ولا يرضونها، ويرون أنها من الألقاب التي ألصقها بهم مخالفوهم، يقول محسن الأمين: «الرافضة لقب ينبز به من يقدم عليًا ﵁ في الخلافة وأكثر مايستعمل للتشفي والانتقام» . (٧) ولهذا يتسمون اليوم بـ (الشيعة) وقد اشتهروا بهذه التسمية عند العامة، وقد تأثر بذلك بعض الكتاب والمثقفين، فنجدهم يطلقون عليهم هذه التسمية. وفي الحقيقة أن الشيعة مصطلح عام يشمل كل من شايع عليًا ﵁ (٨) .

(١) مقالات الإسلاميين ١/١٣٧. (٢) انظر: الحجة في بيان المحجة ٢/٤٧٨. (٣) انظر: اعتقادات فرق المسلمين والمشركين ص٥٢. (٤) انظر: الملل والنحل ١/١٥٥. (٥) انظر: منهاج السنة ١/٨، ومجموع الفتاوى ١٣/٣٦. (٦) مقالات الإسلاميين ١/٨٩. (٧) أعيان الشيعة ١/٢٠. (٨) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٦٥، والملل والنحل للشهرستاني ... ١/١٤٤.

1 / 23

وقد ذكر أصحاب الفرق والمقالات أنهم ثلاثة أصناف: غالية: وهم الذين غلوا في علي ﵁ ولربما ادعوا فيه الألوهية أو النبوة. ورافضة: وهم الذين يدعون النص على استخلاف علي ويتبرءون من الخلفاء قبله وعامة الصحابة. وزيدية: وهم أتباع زيد بن علي، الذين كانوا يفضلون عليًا على سائر الصحابة ويتولون أبا بكر وعمر. (١) فإطلاق «الشيعة» على الرافضة من غير تقييد لهذا المصطلح غير صحيح، لأن هذا المصطلح يدخل فيه الزيدية، وهم دونهم في المخالفة وأقرب إلى الحق منهم. بل إن تسميتهم «بالشيعة» يوهم التباسهم بالشيعة القدماء الذين كانوا في عهد علي ﵁ ومن بعدهم؛ فإن هؤلاء مجمعون على تفضيل الشيخين على عليّ ﵁ وإنما كانوا يرون تفضيل علي على عثمان وهؤلاء وإن كانوا مخطئين في ذلك إلا أن فيهم كثيرًا من أهل العلم ومن هو منسوب إلى الخير والفضل. يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-: «ولهذا كانت الشيعة المتقدمون، الذين صحبوا عليًا، أو كانوا في ذلك الزمان، لم يتنازعوا في تفضيل أبي بكر وعمر، وإنما كان نزاعهم في تفضيل علي وعثمان» . (٢) لذا فإن تسمية «الرافضة» بالشيعة من الأخطاء البينة الواضحة التي وقع فيها بعض المعاصرين تقليدًا للرافضة في سعيهم للتخلص من هذا الاسم، لما رأوا من كثرة ذم السلف لهم، ومقتهم إياهم، فأرادوا التخلص من ذلك

(١) انظر: مقالات الإسلاميين للأشعري ١/٦٦، ٨٨، ١٣٧، والملل والنحل ... للشهرستاني ١/١٤٥. (٢) منهاج السنة ١/١٣.

1 / 24

الاسم تمويهًا وتدليسًا على من لا يعرفهم بالانتساب إلى الشيعة على وجه العموم. فكان من آثار ذلك ماوقع فيه بعض الطلبة المبتدئين ممن لم يعرفوا حقيقة هذه المصطلحات من الخلط الكبير بين أحكام الرافضة وأحكام الشيعة، لما تقرر عندهم إطلاق مصطلح التشيع على الرافضة، فظنوا أن ما ورد في كلام أهل العلم المتقدمين في حق (الشيعة) يتنزل على الرافضة، في حين أن أهل العلم يفرقون بينهما في كافة أحكامهم. يقول الإمام الذهبي في ترجمة (أبان بن تغلب) بعد أن ذكر توثيق الأئمة له مع أنه شيعي: «فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع وحدّ الثقة العدالة والإتقان، فكيف يكون عدلًا من هو صاحب بدعة؟. وجوابه: أن البدعة على ضربين: فبدعة صغرى كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو ولا تحرّف، فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق، فلو رُدّ حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة، ثم بدعة كبرى كالرفض الكامل والغلو فيه والحط على أبي بكر وعمر ﵄ والدعاء إلى ذلك فهذا النوع لايحتج به ولا كرامة ... إلى أن قال: فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم: هو من تكلم في عثمان، والزبير، وطلحة، ومعاوية، وطائفة ممن حارب عليًا ﵁ وتعرض لسبهم. والغالي في زماننا وعرفنا هو الذي يكفّر هؤلاء السادة، ويتبرأ من الشيخين أيضًا، فهذا ضال مفتر، ولم يكن أبان بن تغلب يعرض للشيخين أصلًا، بل قد يعتقد عليًا أفضل منهما» . (١) وعليه فإن من الواجب: أن يسمى هؤلاء الروافض بمسماهم الحقيقي الذي اصطلح عليه أهل العلم وعدم تسميتهم بالشيعة على وجه الاطلاق، لما في ذلك من اللبس والإيهام، وإذا ما اطلق عليهم مصطلح (التشيع)

(١) ميزان الاعتدال ١/٥-٦.

1 / 25

فينبغي أن يقيد بما يدل عليهم خاصة كأن يقال (الشيعة الإمامية) أو (الشيعة الاثني عشرية) على ما جرت به عادة العلماء عند ذكرهم والله تعالى أعلم.

1 / 26