157

دراسات أصولية في القرآن الكريم

دراسات أصولية في القرآن الكريم

Daabacaha

مكتبة ومطبعة الإشعاع الفنية

Goobta Daabacaadda

القاهرة

Noocyada

وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْماءَ كُلَّها وقد نوقش هذا الدليل بما يلى: ١ - لا نسلم أن الأسماء فى الآية هى اللغات، بل يجوز أن يكون المراد بها سمات الأشياء وخصائصها، كتعليم أن الخيل- مثلا- تصلح للكرّ (١) والفرّ، والجمال للحمل، والثيران للزراعة وهكذا. فأما تعليم الخواص فواضح، وأما تعليم السمات أى العلامات فتقريره من وجهين: الوجه الأول: أن هذه الأشياء علامات دالة على تلك الحيوانات، فإنه يعرف بمشاهدة الحرث- مثلا كونه من البقر، فإذا علمه هذه الأشياء فقد علمه سمة على الذوات أى علامة عليها. الوجه الثانى: أن الله تعالى علّم آدم علامات ما يصلح للكر والفر، وعلامات ما يصلح للحمل وغير ذلك، حتى إذا شاهد صفة ما يصلح للحمل فى ذات استعملها فى الحمل. ٢ - يحتمل أن يكون المراد بالتعليم فى الآية هو الإلهام كما فى قوله تعالى: وَعَلَّمْناهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ (٢). أو تعليم ما سبق وضعه من خلق آخر. ٣ - سلمنا أن الله ﷿ وضع اللغات وعلمها آدم ﵇، ولكن يجوز أن يكون آدم ﵇ قد نسى ما علمه من الله ﷿ فاصطلح أولاده على لغة يتعارفون بها، وبذلك تكون اللغات

(١) الكر: الرجوع يقال فرس مكرّ- بالكسر- أى يصلح للكر والحملة، ويقال فرس مفر- بكسر الميم- أى يصلح للفرار عليه- مختار الصحاح ٤٩٦، ٥٦٧ - (٢) سورة الأنبياء الآية: ٨٠.

1 / 167