Dumarnimada iyo Falsafada Cilmiga
النسوية وفلسفة العلم
Noocyada
15
وبحث أفلاطون في «القوانين» أيضا عن هذا التنظيم الأمثل بأن تتلقى المرأة التعليم والتدريبات الرياضية والعسكرية، وتضطلع بدورها في وظائف حراسة الدولة، وبحث شروط هذا والسن الملائم له.
كان أفلاطون يبحث دائما عما ينبغي أن يكون، بينما يبحث أرسطو أساسا فيما هو كائن، تقوقعت محاولته في أضابير الفكر الترنسندنتالي. وسادت الحضارة الغربية نظرة أرسطو الدونية للمرأة؛ لأنها تعبر عن الأمر الواقع، وتطرح أصولا فلسفية لسيادة الرجل والمركزية الذكورية في الفلسفة الغربية ومجتمعاتها البطريركية. وبكل قدرات أرسطو المنطقية والمنهجية الهائلة راح يؤكد أن الأنوثة نقص وتشوه، وأن المرأة امرأة لأنها ينقصها ما يجعلها رجلا؛ وبالتالي الرجل هو الأرقى والأكمل، فيجب أن يكون هو الحاكم وهي المحكوم. إنه فارق جوهري في النوع البشري بأسره، كالفارق بين الروح والجسد. هكذا كان المعلم الأول الذي سادت فلسفته ألفين من السنين من أقوى أنصار الحتمية البيولوجية التي تبرر وتفرض الوضعية الدونية للمرأة. (3) بشائر ظهور النسوية
على أية حال، اتفقنا على جدلية الواقع والفكر في النسوية، وأن الفكر النسوي لم يتأت من توالد وتحاور الأفكار والنظريات، بل كاستجابة لواقع، ويحاول بدوره أن يجعل الواقع يستجيب له.
هكذا أتت بشائر الحركة النسوية الحديثة في الفكر الغربي من متغيرات الواقع الأوروبي على مشارف القرن التاسع عشر، من الثورة الصناعية واختراع ماكينات الغزل والنسج التي كانت أول زعزعة للوضع التقليدي للمرأة في الحضارة الغربية، لتظهر المرأة في غير المنزل وملحقاته الريفية، ظهرت في المصنع كقوة عمل منافسة للرجل، تقوم بالعمل نفسه وتتقاضى أجرا أقل. وتفجرت الثورة الفرنسية وشعارها المرفوع «الحرية ... الإخاء ... المساواة»، فماذا عن حرية ومساواة المرأة، لا سيما أن المرأة شاركت بالفعل في هذه الثورة، مثلما شاركت المرأة المصرية في ثورة 1919 كعلامات بارزة في التاريخ النسوي.
هكذا ظهر بإنجلترا في تلك الآونة، في العام 1782 ما يمكن أن نسميه نصا نسويا صريحا وفاتحة الحركة النسوية، إنه كتاب ماري ولستونكرفت
M. Wollestoncraft (1759-1797) «دفاع عن حقوق المرأة». كانت ولستونكرفت متزوجة من فيلسوف إصلاحي هو وليم جودوين، وتوفيت عقب ولادتها المتعسرة لطفلتها ماري (1797-1861) التي تزوجت من الشاعر الكبير شيلي، وكتبت مقدمة وهوامش على مجموعة الأعمال الكاملة لزوجها شيلي. كانت نسوية كأمها وأيضا أديبة، من أهم أعمالها رواية «فرانكشتين» (1818) الشهيرة التي تجعل النسوية المعاصرة تتمسك برابطة خاصة بينها وبين أدب الخيال العلمي. على أن حياة ماري ولستونكرفت العاطفية كانت مضطربة مثيرة للأقاويل؛ لأن زوجها لا يذكرها بخير. وقد اقتصرت في كتابها المذكور على الدفاع عن حق نساء الطبقة البرجوازية الوسطى في تلقي تعليم أكثر عقلانية، ينمي عقلها كإنسان ولا يقتصر على تأهيلها كزوجة، خصوصا وأن حوالي 30٪ منهن ذكيات وغير متزوجات. وأكدت أن المرأة إذا تلقت التعليم نفسه الذي يتلقاه الرجل لكانت مساوية له من جميع الوجوه. أما القول إن المرأة بطبيعتها تفتقر إلى العقل والحكمة والتروي، فزعم لا أساس له من الصحة. وتلك هي الحجة الأساسية التي تتمسك بها النسوية دائما لتقويض الحتمية البيولوجية.
نلاحظ أن كتاب ولستونكرفت كان في الأساس ردا على كتاب «إميل» في التربية لجان جاك روسو
J. J. Rosseau (1712-1779) حيث جعل التربية الخلقية والنفسية والعقلية والجسدية من نصيب الذكر فقط، بينما تتلقى صوفي (الأنثى) تربية مناقضة لهذا، تهدف إلى تحجيمها وقصر وجودها على متعة وخدمة وراحة الرجل، حتى تذهب سوزان موللر أوكين إلى أن روسو يريد من المرأة أن تكون بغيا وراهبة في آن واحد، بغيا لكي تتفنن في إمتاع الرجل، وراهبة لكي يأمن إلى عرضه وانتساب ورثته وأولاده إليه بعد قضاء وطره منها. هكذا أسرف روسو في تقليص وجود المرأة في الجنس والإنجاب، مؤكدا أن خضوعها للرجل ليس نتيجة لعرف، بل هو النظام الطبيعي والضروري للأشياء.
اعترض روسو بشدة على نظرية أرسطو القائلة إن العبودية نظام طبيعي، ثم لم يتردد لحظة واحدة في أن يوافقه في اعتبار عبودية النساء أمرا طبيعيا. انشغل كثيرا باللامساواة بين البشر في كتابه «أصل التفاوت»، باحثا عن المساواة في عالم الذكور فقط، ليبخس بالإناث بعد ذلك إلى منزلة تحت أقدامهم أو أدنى. أقام تمييزا واضحا بين الدولة والأسرة، فاهتم بالعدالة والمساواة في الدولة، ثم العبودية والخضوع في الأسرة، مثله مثل أرسطو ولوك وهيجل ... فلئن كان روسو على شيء من الوضوح والحدة، فإنه يسير في التيار السائد الذي يبدو طبيعيا ويسير فيه رفاق ومعاصرون له وتالون عليه، أمثال مونتسكيو وجمهرة التنويريين، حتى أتى أوجست كونت وأكد أن دونية المرأة هي الوضع الطبيعي لها، ورأى بلزاك أن المرأة لا دور لها في الوجود إلا تحريك قلب الرجل ... إلخ. (4) النسوية الليبرالية
Bog aan la aqoon