روافد هذه البحيرة لها، ومن المحتمل أن وجدت طبوع
5
واسعة مؤخرا فزادت بوابل
6
متصل وشقت طريقا لها من بين التلال المجاورة، والماء يعمق ويوسع الخرق ويعد سبيله إلى السهل، والدوافع والمساقط آية هذا التطور.
وفوق البراكين الكبرى وفوهاتها الصغرى التي ندين لها بالحمم المجمدة والينابيع الحارة والهزات الأرضية نرى انتصاب شاهد، نرى صخورا أولية، نرى ملك الجبال رونزوري المغطى بالثلج والأعلى من الجبل الأبيض،
7
فهذا الطود هو فؤاد أفريقية، ومنه يجري الماء إلى الغرب وإلى الشرق مغذيا أعظم أنهار القارة: النيل والكونغو.
وليس جبل رونزوري نفسه خط تقسيم المياه، ويعود هذا الشأن إلى سلسلة من البراكين تبلغ من العلو 4500 متر، وتقع في الدرجة الثانية من العرض الجنوبي من خط الاستواء، وتعرف بسلسلة مفنبيرو التي هي خط تقسيم المياه الصحيح كما يلوح، وقد تغير هذا الخط في أثناء تناسخ الأنهار، حتى إن أمره اليوم يبدو ملتبسا خفيا فلا ينفك علماء الجغرافية وعلماء المياه يجددون قياسه بلا انقطاع، وبالأسماء وحدها يدل عليه، وفي النيل ترتبط البحيرات الأربع الكبرى المسماة بأسماء ملوك من الإنكليز بالغة الغرابة في أفريقية، وفي الكونغو ترتبط البحيرتان الحاملتان لاسمين أفريقيين وهما: كيفو وتنغانيقا، وتجد بين هذه الحدود منابع ذينك النهرين العظيمين اللذين يحييان قارة تثير العجب بخثرها.
8
Bog aan la aqoon