وكشيش الثعبان ونعيق الغربان فقد ضعف كضياء الغابة، وقد بدا حادا مفاجئا كصوت الأولاد في الكنيسة عند القيام بالشعائر ما دام ظلام الأجمة وعلوها يثيران فينا ذكرى الكنائس.
وفوق الأرض وفي أصول التين العظيمة وبين سوق السحلبيات تكونت كوات عميقة يمكن الإنسان أن يأوي إليها، وهي تشابه كوات أركان الكنائس، ومن العلاء وفي أغصانها المستورة بالأزهار تجثم البوابشين
10
ساكنة كالتماثيل السود متبرمة من وثبات الربابيح
11
التي تلمع أذنابها البيض وخطوط ظهورها عندما تقفز من معرش إلى آخر، وتدب الحياة دبيبا خفيا في تلك الأشجار الخامدة الخانقة المظلمة بفعل الحيوانات التي تؤثر فينا بخطاها وأصواتها أقل من تأثير الأزهار بألوانها، ومن خلال اشتباك المعرشات يبصر جلد حية لامع، ولا يكون لصوت طير معنى إلا حين يرى ظل عابر لصقر أبيض وحين يصيح بعض الببغاوات على البوباب
12
الذي هو شجر ضخم ذو قاعدة جلدية متجعدة، وتتلاشى هذه الأصوات بسرعة في سكون الأيكة البكر المثير.
وإليك نداء شجرة المرجان المحرق، وإليك هذه الشجرة التي تحكي أغصانها فروع شجر التين فتمس الشمس، وإليك هذه الدوحة التي تتدلى من الرأس كأنها ضرب من فول مارد، وإليك السنط المخملي، الذي تسطع من بين أوراقه أزهار وردية حمر كبيرة كيد الإنسان، وإليك العشق
13
Bog aan la aqoon