241

Nil Hayat Nahr

النيل: حياة نهر

Noocyada

ويجيب كتشنر عن ذلك قائلا: «لدي تفويض بألا أوافق على وجود سلطان لدولة من البيض في وادي النيل.» ويسلم إلى مرشان مذكرة رسمية، ثم ينهض لما يجد من وجوب رفع علمه بجانب العلم الفرنسي، وهنا يتجلى الرجل الماجد، فقد أدرك مشاعر زميله، ولم يكرهه على إنزال علمه لما قد يؤدي إليه ذلك من نتائج هائلة، بل ذهب إلى بعد خمسمائة متر ورفع العلم التركي! ثم توجه مسيرة يوم نحو منبع النيل وأنشأ مركزا على السوباط، وعاد، وترك في فاشودة حرسا سودانيا وأربعة مدافع وبلغ مرشان بأدب لا غبار عليه أن «البلد» خاضع للحكم الثنائي الإنكليزي المصري، وأنه منع كل نقل للعتاد الحربي على النيل.

ويظل الضابطان واقفين متواجهين.

مرشان :

لا أتلقى أمرا من غير حكومتي.

كتشنر :

وإذا ما اضطررت ...

ولم يكد كتشنر يلفظ بذلك حتى قال مرشان: إذن سأموت هنا.

ويقع كل شيء وفق شعائر الشرف العسكري، ويقدم كتشنر تقريره عن هذا اللقاء، وتحل المهزأة الأفريقية في أوروبة على حسب العادة القديمة، ويصبح الرجلان ألعوبتين بين أيدي السياسيين والمضاربين، وتنهمك باريس ولندن في هذا الأمر، ويلوح شبح الحرب، وضعف فرنسة في ذلك الحين - لا حكمة إنكلترة - هو الذي حال دون نشوبها، وفي الصحف يتجلى الجشع، وفي الصحف تطلق الأحقاد من عقالها في أثناء مفاوضات الوزارتين، ويدوم ذلك ستة أسابيع، وتحمل باريس على الخضوع، ويشاد بذكر مرشان رسولا للحضارة، ويغمر بأكاليل الغار سترا للجلاء عن فاشودة وصرفا للأذهان عما منيت به فرنسة من حبوط.

ويقول كتشنر موكدا بعد أمة

7

Bog aan la aqoon