233

Nil Hayat Nahr

النيل: حياة نهر

Noocyada

وفي الغد يعبر المهدي النيلين على باخرة غوردون، ويذهب لمشاهدة جثة عدوه المقطوع الرأس، وتطفح الطرق بجثث آخر البيض والمصريين، وتعذب النساء حملا لهن على إظهار مخابئ نقودهن، ويرقص العبيد على سادتهم المحتضرين، وترش الكلاب مع أصحابها بالكحول وتحرق، ويقوم بضروب القبائح جمهور هذاء

19

سعر

20

ينتقم لنفسه من استعباد نصف قرن، ويكون المهدي أول من يختار من يروقه من البنات والبنين الأسارى، ثم يأتي دور الخليفة، ويأمر الخليفة بحمل مغطس غوردون ومرآته إلى بيته في ضفة النيل الأخرى بأم درمان، وتحول الخرطوم إلى رماد.

ويمضي يومان على سقوط الخرطوم، فتأتي كتائب اسكتلندية حاملة شعار عشيرة غوردون، وتبلغ جزيرة توتي، فتستقبل برصاص البنادق، وتكر على العدو وتصاب بالخيبة في المساقط، ويهلك معظمها، ويأتي من نجوا بنبأ ذلك إلى المعسكر في مجرى النهر التحتاني، ويبدون صفر الوجوه كالرسول في ختام مأساة يونانية.

ويسمن المهدي ويرم

21

في السنوات الأخيرة فلا يعيش غير أربعة أشهر بعد النصر، وكان منزل هذا الزاهد محاطا بسلسلة من بيوت النساء حيث يكثر الذهب والتاليرات، وكانت تجمع له أكداس عظيمة احتياطية من الذرة كما لو كان يخشى القحط، وكنت ترى بجانب ذلك كومة عجيبة من الأدوات الأوروبية؛ أي كدسا من المصابيح والمعلبات والمطابع ومن فانوس سحري عد من أجهزة السحر لدى النصارى.

وفتح السودان، وماذا يصنع المهدي به؟ لقد أرسل رسلا إلى البلدان الأجنبية طالبا الإيمان به، أجل، كان يعظ الناس بنفسه في الحين بعد الحين كما في الماضي، ولكنه ترك الحكومة للخليفة فصار لا يفكر في غير الأكل والعناية بأمينة الحسناء التي ذبح زوجها وأبوها في الخرطوم تاركا الدراويش وشباب الأنصار يتنازعون المناصب والأموال.

Bog aan la aqoon