ولكن الله لم يحفظ النعامة من أهل البدو، الذين يتعقبونها فرسانا اثنين اثنين مناوبة مع إتباعهم جمالا حاملة ماء، وتهن النعامة إعياء، ويهلكونها بضربات عصي وينحرونها، لا حبا للحمها ما اشتمل أقل غزال يسهل صيده على لحم أكثر منها، بل طمعا في ريشها الأبيض الذي يترجح عدده بين اثنتي عشرة ريشة وأربع عشرة ريشة، والذي يتخذه نساء باشوات البيض مراوح لهن، وهذا الريش أجمل على النعام في الأسر مع ذلك، وهو كجمال بعض الطيور المغردة وبعض الشعراء، ويجتنب الصائد تلويث ذلك الريش بالدم. والصائد - لكي يتم له ذلك - يغرز من فوره أحد أظافر رجلي النعامة الطويلتين في الجرح درءا لإيحاء هذه الحلية بفكرة الموت، كما تدرأ فكرة الموت في الأناشيد الوطنية الحربية، وهكذا تبصر أسرع حيوانات العالم عدوا يصرع في الرمل لتميس
16
إحدى النساء في سان موريتز
17
حاملة مروحة، وهكذا تسقط نعامة في سبيل إوزة.
وأكثر من ذلك عدم فائدة صيد الزرافة لعدم ضررها، وهي إذا صيدت لا تعد غنيمة، والزرافة أبهج من جميع ما في الغابة، والزرافة حيوان لا عدو له، ويتساوى سمعها وشمها وبصرها حدة وتجاوز كل موجود حي، وتجاوز الفيل، عدة أقدام طولا، وتعدو الزرافى جماعة كما لو كانت في فردوس، وتقطم الزرافى أوراق الأشجار الطويلة وفروعها الطرية وتترصد دوما، ولكن من غير جبن، ومع اعتدال دم كالطوال الذين يشرفون على الآخرين.
وإذا ما شبك عنقا زرافتين - وذلك أحدهما بالآخر - بدت للناظر لعبة حية عظيمة، وإذا رفعت الزرائف رءوسها بدت آية في الروعة، وإذا خفضت الزرائف رءوسها بدت متحذلقة كأساتذة الفلسفة، وإذ تبصر الزرائف من عل فإنها شديدة حب للاطلاع فتود أن ترى ماذا يحدث فتلقي نفسها إلى التهلكة بذلك، وتسير الزرائف سيرا أخرق متئدا بعيدا من الرهو،
18
والزرائف دون النعام سرعة، ولا شبه بينها وبين بقية حيوان السهب عدوا، ويبلغ ارتفاع قائمتيها الأماميتين مترين في الغالب، فيمكن الرجل - غير الدنكاوي - أن يمر من تحت زورها
19
Bog aan la aqoon