192

Nil Hayat Nahr

النيل: حياة نهر

Noocyada

الفصل الثاني

تخفف جميع الأشكال في السهب، ويندر انتصاب الصوان والفتن،

1

وتلطف الخطوط والألوان، وتلك هي مملكة السنط، وهذا الشجر الشائك - حين يمر النور من خلال فروعه المجردة من الورق - ينعم على ذلك السهل المحرق المستور بسوق الزرع المقطوع منظرا خياليا لا يمن بمثله غير الصبير الجاف. وفي هذه البقعة التي تفصل - بلمعانها وبأسماء مختلفة - منطقة الصحراء العاطلة من المطر عن منطقة الأمطار الاستوائية، وعن الشلال الرابع حتى أول المناقع، وعن دنقلة مع الاتجاه نحو أعالي النيل حتى ملاكال ، تبصر البدوي يستغيث بالمطرالذي يمكنه - كشمس الصحراء - أن يهلكه هو وقطاعه عندما يأتي جارفا، ولكن المطر يتم في يومين معجزة العشب الذي يقيت مواشيه، ولكن المطر ينقطع بعد أن ينهمر ببضع ساعات؛ أي بسرعة كالتي ظهر بها. والعشب - وهو الذي يخنق النيل في المناقع تقريبا - يحسن إلى الإنسان والحيوان على ضفتي هذا النهر، وإذا ما نزل الغيث بضع ساعات تفتحت أوراق ريشية صغيرة على شجر السنط، وتنتظرها الجمال، وينقذ كل شيء، وتسترد ألوف الغصون قوتها في أسبوع، وتسمن أسنمة الإبل، ويتحول السهب الأصفر إلى سهب أخضر.

بيد أنه لا يعتم أن يدافع، فالكلأ الناضج ينخس ويبضع

2

ويمزق الثياب والجلود ويدمي كل مسافر. وإذا ما سمنت القطاع في الجوار انتظر الرائد الأجنبي من البدوي أن يوقد النار في السهب، وأن يبيد ما كان قد طلبه من الماء بحرارة، وذلك هو تناوب اصطراع العناصر العنيف في تلك البقاع التي قام الإفراط فيها مقام التوازن بين الشمس والمطر، كما هو الأمر لدى ذوي الخبل الذين يفنون في وجد من السراء والضراء.

وفي موسم الأمطار، تنبت الذرة ويخضر شجر الدوم ولا يلبث أن يؤتي أكله، ويهرس الأعراب حبه بالمدق ويصنعون منه نوعا من الدقيق إذا أتلفت الشمس زرعهم، ويقع ذلك في مئات من المناطق المتوسطة بين السهب والصحراء.

والآن يمثل دوح البوباب دورا مهما لم يتوقع عند الخلقة، ويتحول هذا الشجر العظيم، أو هذا الفطر

3

Bog aan la aqoon