132

Niilka xilligii Faraaciinta iyo Carabta

النيل في عهد الفراعنة والعرب

Noocyada

ومن أولئك المنادين من يقتصر فيما يلقيه على غلمانه بأناشيد مختصرة ونغمات مقتضبة، ومنهم من يجعل كلماته على نسق السجع المرصع الذي طرأ عليه التحريف العامي في النطق والتلحين، بما لا يخرج في معناه عن القول الآتي: إنك أيها النيل المبارك صاحب القوة العظيمة، ومنك تتدفق الكنوز وتفيض الخيرات على أرض مصر، بارك الله في فيضانك وأدامك متدفقا بالخير والبركة على البلاد والأودية والبساتين والمزارع، يشكر نعماءك الإنس والحيوان والطيور في أوكارها، والحيتان في أغوارها.

فإذا كانت عبادة النيل بصفته إلها، كما كان يمجده به قدماء المصريين في حفلاتهم ومعابدهم، فمقابلته بالتحية والبشاشة والفرح والسرور عند مبادئ أشهر فيضانه آثار باقية من العواطف القومية لدى الأمة المصرية، بصرف النظر عن اختلاف المعتقدات والتطورات العصرية.

الشعر العربي في مدح النيل

علم القراء أن النيل من أجل المواهب الإلهية على هذه البلاد، وأن هذه الهبة الأبدية لم تستطع أيدي التغلب الدولي بخسه حقه من الكرامة والاحترام، فهو ينبوع الحياة للأرض ومن عليها، فمع تعاقب الدول في الاستعمار والتملك، بقي النيل متساميا على كل قوة، يمنح البلاد من الرخاء والسعادة ما يشجعها على معاصرة الجبابرة، ومكافحة طوارئ الدهور، حتى إن اليونان والرومان لم يجحدوا ما للنيل من القوة الفعالة في المزايا العمرانية التي اختصت بها تربة الأراضي المصرية، وأتى العرب بعدهم فأجادوا وأبدعوا في وصف النيل والتحدث بمواهبه، وتقديرا لما أبرزوه من آيات البلاغة في هذا المضمار، نثبت المقتطفات من قصائد مطولة تناقلتها التواريخ العربية، كالمقريزي وغيره ومنها قوله:

كأن النيل ذو فهم ولب

لما يبدو لعين الناس منه

فيأتي حين حاجتهم إليه

ويمضي حين يستغنون عنه

قال المسعودي في تاريخه : قال بعض الشعراء يصف مصر:

مصر ومصر شأنها عجيب

Bog aan la aqoon