Niilka xilligii Faraaciinta iyo Carabta
النيل في عهد الفراعنة والعرب
Noocyada
وكأن النيل يخاطب البلاد بلسان حاله، بأنه مصدر رخائها وينبوع حياتها، وأنه يجود بخيراته على كل من تقلهم أي أرض سرى إليها فيضه، فيمنحها نعما مزيدة وخيرات متجددة، ويؤدي للآلهة المحترمة كل شعائر الإجلال والتقديس.
فالنيل بهذا الاعتبار من المعبودات الثانوية، بدليل أنهم كانوا يرسمونه دائما في المعابد بالجزء الأسفل، وأنه كخادم يهيئ جميع الأشياء الجيدة والقرابين التي يقدمها للأرض ومن عليها.
ووجد في تمثال محفوظ بالمتحف البريطاني بالجزء المصري نقوش تمثل الملك ششنق، وحوله العبارة الآتية: «يقول حعبي: النيل ابن الآلهة ومصدر النمو الذي يفيض على الوجهين القبلي والبحري بخيراته المتدفقة فتسعد بها الحياة، وتنكشف الشدائد، وتنصب منه المياه على الجبلين والحوضين كيف يشاء، ويعود متى أراد بعد أن يملأ المدائن والقرى بالمؤن والحاصلات الزراعية.»
فكأن هذه النقوش تصف مزايا النيل التي امتاز بها واديه في الخصب والرخاء، وجعلته مصداق قول القائلين بأن النيل أبو الآلهة والبشر، وإذا كانت جميع الكائنات تستمد حياتها من مصدر إلهي، فالنيل هو أكبر المظاهر الباهرة لهذا المصدر الأسمى.
رسم النيلين؛ نيل الوجه البحري «إلى اليمين»، ونيل الوجه القبلي «إلى اليسار»، وهما يحملان علامة الاتحاد وعليهما اسم مليكنا المعظم فؤاد الأول باللغتين المصرية القديمة والعربية.
أنشودة النيل لقدماء المصريين
من لوازم الفطرة الراقية ابتكار الأناشيد في المناسبات التي ترتاح النفوس فيها إلى الترنم بما يستطاب لأجلها، افتخارا واستلذاذا واستبقاء لحسن الأحدوثة، فيتداول الناس الأناشيد كلما تجددت الذكرى للاحتفالات، والنيل عند قدماء المصريين قد اختصوه بما ألفوا من مظاهر الأفراح ودلائل المسرات عند فيضانه ومواسم أعياده، وقد خصوه بأناشيد رائعة تعرب عن شدة شعورهم، ومن بينها الأنشودة التي نمقها في عصره الشاعر المصري القديم، ووجدت مكتوبة في لوحتين على الورق البردي، معروفتين بورقتي ساليير وأنسطاسي، وهما من مجموعة الأوراق البردية المحتفظ بها إلى الآن في المتحف البريطاني، وترجمها العالمان الأثريان الشهيران ماسبرو وجبس، وهما اللذان نقلاها من الشعر المصري القديم، وترجمتها إلى العربية نظما من الرجز:
1
نسدي إلى النيل سلاما عاطرا
لأنه قد جاءنا مباكرا
Bog aan la aqoon