Dhammaadka Gaarista Cilmiga Asalka - Qeybta 1
نهاية الوصول إلى علم الأصول - الجزء1
Noocyada
البحث الثاني: في الغاية
الإنسان مدني الطبع لا يمكنه أن يعيش وحده كغيره من الحيوانات، بل لا بد له من مشاركة أشخاص أخر من بني نوعه، بحيث يستعين بعضهم ببعض في إصلاح جميع ما يحتاج إليه كل واحد منهم بحسب الشخص، ويفعل كل واحد منهم بعض الأمور الضرورية في البقاء، من الحرث وإصلاح المأكل والملبس والمسكن.
ولا بد في ذلك من أن يعرف كل واحد منهم ما في نفس صاحبه من الحاجات فيضطر إلى سلوك طريق للتعريف، وهي متعددة كالحركات والإشارات والرقوم.
إلا أنهم وجدوا الكلام أنفع في هذا الباب من غيره.
أما أولا فلسهولة إدخال الصوت في الوجود لتولده من كيفية مخصوصة في إخراج النفس الضروري، فصرفه إلى وجه ينتفع به انتفاعا كليا أولى من طريق آخر لا يخلو من مشقة عظيمة.
وأما ثانيا فلأن الصوت يوجد في وقت الحاجة إليه وينتفي عند انتفائها، فكان وضعه أولى، إذ غيره قد لا يعدم وقت الاستغناء، فيحصل بالوقوف عليه ضرر.
وأما ثالثا فلأن الكلام كما يحصل التعبير به عن الأجسام وتوابعها، كذا يحصل التعبير به عن المجردات بل وعن المعدومات، بخلاف الإشارات التي تختص بالمقارنات خاصة.
Bogga 148