في نفسه وإن أصغى إلى الشبهة المشككة، فإن لم يعرف حلها لم يشك في بطلانها.
وأما المثال فهو أن إدراك البصيرة الباطنة يفهم بالمقايسة بالبصر الظاهر، فإن معناه الانطباع، وكذا العقل تنطبع فيه صور المعقولات.
وهذا المسلك أخذه من الجويني (1)، وهو على طوله رجوع إلى تحديده بمقابلاته، وفيه زيادة إخفاء (2).
وقال بعض المتأخرين (3): انه صفة يحصل بها لنفس المتصف بها التمييز بين حقائق المعاني الكلية حصولا لا يتطرق إلى احتمال نقيضه.
فالصفة جنس وحصول التمييز، بها احتراز عن الحياة وما اشترط بها، وحقائق الكليات احتراز عن الإدراك المميز بين المحسوسات الجزئية دون الكلية.
وعلى قول أبي الحسن (4) ان الإدراك نوع من العلم، لا يفتقر إلى التمييز بالكلي.
وأورد [عليه] بالعلوم العادية، فإنها تستلزم جواز النقيض عقلا.
وأجيب بأن الجبل حال العلم العادي بأنه حجر يستحيل أن يكون ذهبا حينئذ، (5) وهو المراد.
Bogga 80