فلم يبق إلا الخاصة الثالثة ، فيعرف بأنه الذي يمكن أن يوجد فيه شيء واحد عاد لذاته ، وهو شامل لما وجد فيه الواحد بالفعل كالعدد وبالقوة كالمتصل (1).
** البحث الثاني : في الفرق بين المقدار والجسمية
الفرق بينهما من وجوه (2):
** الوجه الأول :
الشمعة يمكن أن نجعلها تارة كرة وتارة ذا أشكال مختلفة كالتربيع والتثليث وغيرهما ، فيزيد طوله وينقص عرضه أو عمقه ، وبالعكس. فتغير المقدار وبقاء الجسمية يدل على التغاير. وهذا إنما يتم على تقدير نفي الجوهر الفرد (3)، إذ مع ثبوته جاز أن يكون التغير عائدا إلى اختلاف وضع الأجزاء.
لا يقال : المقدار باق ، فإن أبعاد الشمعة حال الكرية مساوية لها حال التكعيب للمساحة.
لأنا نقول : المساواة قد تكون بالقوة وقد تكون بالفعل ، والكرى والمكعب لا مساواة لهما بالفعل ، بل بالقوة ، وما بالقوة غير موجود.
Bogga 320