269

قالوا : الفصول المنطقية للجواهر جواهر كالناطق لأنها محمولة على الأنواع حمل على (1). وأما الفصول البسيطة كالنطق ، فإنها جواهر أيضا ، لأنه جزء من الناطق المحمول حمل على ، وجزء الجوهر جوهر. واعترض بالبياض الذي هو جزء الأبيض المحمول على الجوهر حمل على.

** البحث الخامس : في أن الجوهر مقصود إليه بالإشارة (2)

الإشارة : دلالة حسية أو عقلية إلى الشيء بحيث (3) لا يشركه فيها غيره ، والإشارة الحسية تتوقف على تشخص المشار إليه ، وهي تتناول الجوهر بالذات (4)، والإشارة إلى الأعراض إنما تكون بعد تميزها ، وتميزها على ما تقدم معلول المادة ، فإذن الإشارة إليها بعد الإشارة إلى تلك المادة (5).

وفيه نظر ؛ فإن هذا بعينه وارد في الصورة والمادة ، لأن الصورة علة فاعلية في تشخص المادة ، والمادة علة قابلية في تشخص الصورة ، بل وفي الجسم أيضا ، فإنه إنما يتشخص بالأعراض المادية كأين معين ووضع معين وكيف وكم معينين. والإشارة الحسية إلى الأمور الكلية من الجواهر والأعراض غير ممكنة ، فإن الحس لا يدرك الكلي ، بل الجزئي فكيف يمكنه الإشارة إليه؟ وأما الإشارة العقلية فلا تتناول الشخصية من الجواهر والأعراض أيضا ، إلا من جهة العلم بأسبابها ، والشيء إذا عرف بسببه كان كليا. (6) وأيضا الكلي لا يمكن الإشارة إليه لإمكان

Bogga 276