228

فلا يكون شرطا للقديم ، وتكون واجبة لذاتها أو مستندة إليه ، وعلى كل تقدير يمتنع عدمها فيمتنع عدم القديم.

فإن قيل : لا نسلم امتناع عدم القديم ، لأن الممكن المستند إلى علته القديمة لا يخرج عن إمكانه ، وكل ممكن فإنه يجوز عدمه ، فكيف يصح الحكم عليه بامتناع العدم.

لا يقال : إنه من حيث ذاته يمكن عدمه ، لكنه باعتبار علته يمتنع عدمه ، وليس مطلوبنا إلا ذلك.

لأنا نقول : هذا يلزم منه التناقض ، لأن الممكن لو كان وجوده لازما لوجود الواجب لذاته ، ومعلوم أن عدم اللازم مستلزم لعدم الملزوم ، وأن إمكان الملزوم ملزوم لإمكان اللازم ، فيكون عدم الممكن المعلول للواجب ملزوما لعدم الواجب ، فإمكان عدم الممكن ملزوم لإمكان عدم الواجب ، وإمكان عدم الممكن واقع فيقع ملزومه ، وعدم الواجب محال.

سلمنا ، لكن لم لا يجوز أن يكون القديم الوجودي المعلول للواجب مشروطا بشرط عدمي أزلي؟ والعدمي الأزلي يجوز زواله ، وإلا لم يوجد العالم (1)، وإذا زال شرط القديم الوجودي لزم زوال القديم.

سلمنا ، لكنه (2) معارض بوجوه :

** الأول :

الاستحالة ، إن كانت هي بعينها ، مع أنها قد زالت ، فلم لا يجوز زوال الواجب لذاته؟ وإن كانت بسبب ، رجعنا إليه بالتقسيم الذي ذكرتموه ، مع أنها قد زالت.

Bogga 233