336

Dhammaadka Koobnaanta ee Taariikhda Deggenaha Xijaaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Daabacaha

دار الذخائر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ

Goobta Daabacaadda

القاهرة

الملائكة، فمزلزل بهم الحصون، فقال ﷺ: إن في أصحابى جهدا فلو أنظرتهم أياما. فقال جبريل ﵇: انهض إليهم، فو الله لأدقّنهم كدقّ البيض على الصفا، (وكان جبريل على فرس أبلق)، فقال: ولأدخلنّ فرسى هذا عليهم في حصونهم، ثم لأضعضعنّها. فأدبر جبريل ﵇ ومن معه من الملائكة حتى سطع الغبار في زقاق بني غنم وهم طائفة من الأنصار، فأبرز «١» رسول الله ﷺ بلالا فأذّن في الناس: «من كان سميعا مطيعا فلا يصلين العصر إلا في بنى قريظة»، وأعطى ﷺ الراية عليّ بن أبى طالب، واستخلف على المدينة ابن أم مكتوم، ونادى مناد بأمره ﷺ: «يا خيل الله اركبي» «٢» .
ثم سار إليهم ﷺ وقد لبس سلاحه وركب فرسه، والناس حوله قد لبسوا السلاح، وركبوا الخيل، وهم ثلاثة الاف، والخيل ستة وثلاثون فرسا، له ﷺ منها ثلاثة، وقدّم ﷺ عليّ بن أبى طالب كرم الله وجهه برايته إلى بنى قريظة، ومر ﷺ بنفر من بنى النجار قد لبسوا السلاح، فقال: هل مرّ بكم أحد؟ قالوا: نعم دحية الكلبى مر على فرس أبيض عليه اللأمة، وأمرنا بحمل السلاح، وقال لنا:
رسول الله ﷺ يطلع عليكم الان، فلبسنا سلاحنا وصففنا. فقال ﷺ: ذلك جبريل ﵇ بعث إلى بنى قريظة ليزلزل حصونهم ويقذف الرعب في قلوبهم، فلما دنا عليّ بن أبى طالب- رضى الله عنه- من الحصن ومعه نفر من المهاجرين والأنصار، وغرز اللواء عند أصل الحصن، سمع من بنى قريظة مقالة قبيحة في حق النبى ﷺ، فسكت المسلمون، وقالوا: السيف بيننا وبينكم، فلمّا رأى عليّ- رضى الله عنه- رسول الله ﷺ مقبلا، أسلم اللواء لأبى قتادة الأنصاري، ورجع إليه ﷺ فقال: يا رسول الله، لا عليك أن تدنو من هؤلاء الأجانب، قال: لعلك سمعت منهم أذي؟ فقال: نعم يا رسول الله، قال: لو رأونى لم يقولوا من ذلك شيئا. فكان كما قال ﷺ، وحاصر رسول الله ﷺ بنى قريظة خمسا وعشرين ليلة، وقيل دون ذلك، وكان طعام الصحابة- رضى الله عنهم التمر، يرسل به إليهم سعد بن عبادة- رضى الله عنه- فلا زال يحاصرهم

(١) كذا بلفظ «أبرز» فى السيرة الحلبية وقال: إنها كذلك في سيرة الحافظ الدمياطى: بالأذان في البراز، ومعناه: أمره.
(٢) وهو من أحسن الكنايات، ومعناه: «يا فرسان الله» .

1 / 284