274

Dhammaadka Koobnaanta ee Taariikhda Deggenaha Xijaaz

نهاية الإيجاز في سيرة ساكن الحجاز

Daabacaha

دار الذخائر

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩ هـ

Goobta Daabacaadda

القاهرة

ثم ارتحل رسول الله ﷺ حتّى نزل قريبا من بدر، فلمّا أمسى بعث عليّا بن أبى طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبى وقاص في نفر من أصحابه إلى بدر يلتمسون الخبر، فأصابوا راوية «١» لقريش معها غلام لبنى الحجاج وغلام لبنى العاص، فأتوا بهما رسول الله ﷺ وهو قائم يصلي، فقالوا: لمن أنتما؟ وظنوا أنهما لأبى سفيان، فقالا: نحن سقاة قريش بعثونا نسقيهم من الماء، فضربوهما، فلما أوجعوهما ضربا، قالا: نحن لأبى سفيان، فتركوهما. فلما فرغ رسول الله ﷺ من صلاته قال: «إذا صدقاكم ضربتموهما، وإذا كذباكم تركتموهما! صدقا والله، إنهما لقريش، أخبرانى عن قريش» . قالا: هم وراء هذا الكثيب الذى يرى بالعدوة القصوى- أى جانب الوادى المرتفع- فقال لهما رسول الله: كم القوم؟ قالا: هم والله كثير عددهم، شديد بأسهم، قال: ما عدّتهم؟ قالا: لا ندري. وجهد النبى ﷺ أن يخبراه كم هم، فأبيا. قال: كم ينحرون من الجزر كل يوم؟ قالا: يوما تسعا، ويوما عشرا، فقال ﷺ: «القوم ما بين التسعمائة والألف»، أي لكل جزور مائة، ثم قال لهما: «فمن فهيم من أشراف قريش؟» فعدّا له من فيهم من الأشراف، وهم كثير، وفيهم أبو جهل، فأقبل رسول الله ﷺ على الناس، فقال:
«هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها- أى أشرافها وعظماءها-» ثم بعث ﷺ عديّا وبسبس رضى الله عنهما، إلى بدر يتحسسان الأخبار (التحسس للأخبار بالحاء المهملة: أن يفحص الشخص عن الأخبار بنفسه، وبالجيم: أن يفحص عنها بغيره» وجاء: «تحسّسوا ولا تجسسوا» «٢») قبل وصوله ﷺ، وقبل وصول قريش إليها أيضا، فنزلا قريبا من بدر، عند تل هناك، ثم أخذا شنّا لهما يستقيان فيه، وكان مجدى بن عمرو على الماء، وإذا جاريتان تتخاصمان وتمسك إحداهما الاخرى على الماء، والممسكة الملزمة تقول لصاحبتها: إنما يأتى العير غدا أو بعد غد، فأعمل لهم وأقضيك الذى لك. فقال مجدى بن عمرو الذى على الماء: صدقت، ثم خلّص بينهما. فلما سمع بذلك عدى وبسبس، جلسا على بعيريهما، ثم انطلقا حتّى أتيا رسول الله ﷺ فأخبراه بما سمعا. ثم إن أبا سفيان

(١) الرواية: الناقة المعدة عليها القرب.
(٢) فى القاموس: الحاسوس: الجاسوس، أو بالحاء في الخير وبالجيم في الشر، والجس: المس باليد، وتفحّص الأخبار، ومنه الجاسوس والجسيس لصاحب سر الشر» أ. هـ مختصرا.

1 / 221