400

Nihayada Fi Gharib Al-Hadith Wal-Athar

النهاية في غريب الأثر

Tifaftire

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Daabacaha

المكتبة العلمية - بيروت

Goobta Daabacaadda

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

بَابُ الْحَاءِ مَعَ الطَّاءِ
(حَطَطَ)
- فِيهِ «مَن ابْتَلَاهُ اللَّهُ بِبَلَاءٍ فِي جَسَده فَهُو لَه حِطَّة» أَيْ تَحُطُّ عَنْهُ خَطَايَاهُ وَذُنُوبَهُ. وَهِيَ فِعْلة مِنْ حَطَّ الشيءَ يَحُطُّه إِذَا أنْزله وَأَلْقَاهُ.
وَمِنْهُ الْحَدِيثُ فِي ذِكر حِطَّة بَنِي إِسْرَائِيلَ، وَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَى وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ
أَيْ قُولُوا حُطَّ عَنَّا ذُنوبنا، وارْتَفَعَتْ عَلَى مَعنى: مَسْألَتُنا حِطَّة، أَوْ أمْرُنا حِطَّة.
(هـ) وَفِيهِ «جَلس رَسُولُ اللَّه ﷺ إِلَى غُصْن شَجَرَةٍ يَابِسَةٍ فَقَالَ بِيَدِه فَحَطَّ ورَقَها» أَيْ نثَرَه.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ «إِذَا حَطَطْتُمُ الرِّحَالَ فشُدُّوا السُّروج» أَيْ إِذَا قضَيْتُم الحجَّ، وحَطَطْتُم رِحالكم عَنِ الْإِبِلِ، وَهِيَ الأكْوار وَالْمَتَاعُ، فشُدُّوا السُّروج عَلَى الْخَيْلِ لِلْغَزْو.
وَفِي حَدِيثِ سُبَيعة الأسلَميَّة «فحَطَّتْ إِلَى السَّلَب» أَيْ مالَت إِلَيْهِ ونَزَلتْ بقلْبها نَحْوَهُ.
وَفِيهِ «أنَّ الصَّلَاةَ تُسَمَّى فِي التَّوْرَاةِ حَطُوطًا» .
(حَطَمَ)
(هـ) فِي حَدِيثِ زوَاج فَاطِمَةَ ﵂ «أَنَّهُ قَالَ لِعَلِيٍّ: أيْن دِرْعك الحَطَمِيَّة» هِيَ الَّتِي تَحْطِمُ السُّيُوفَ: أَيْ تَكْسِرُهَا. وَقِيلَ: هِيَ العَرِيضة الثَّقيلة. وَقِيلَ:
هِيَ مَنْسُوبَةٌ إِلَى بطْن مِنْ عَبْد القَيس يُقَالُ لَهُمْ حُطَمَة بْنُ مُحَارِبٍ كَانُوا يَعْمَلُونَ الدُّرُوعَ. وَهَذَا أشْبَه الْأَقْوَالِ.
(هـ) وَمِنْهُ الْحَدِيثُ «سمعْت رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: شَرُّ الرِّعاء الحُطَمَة» هُوَ الْعَنِيفُ برعايَة الْإِبِلِ فِي السَّوْق وَالْإِيرَادِ والإصْدار، ويُلْقِي بَعْضَهَا عَلَى بَعْضٍ، ويَعْسِفُها. ضَرَبه مَثَلا لِوَالي السُّوء. وَيُقَالُ أَيْضًا حُطَمٌ، بِلَا هَاءٍ.
وَمِنْهُ حَدِيثُ عَلِيٍّ ﵁ «كَانَتْ قُرَيْشٌ إِذَا رَأَتْهُ فِي حَرْبٍ قَالَتِ: احْذَروا الحُطَم احْذَرُوا القُطَمَ» .

1 / 402