112

Nihayada Fi Gharib Al-Hadith Wal-Athar

النهاية في غريب الأثر

Baare

طاهر أحمد الزاوى - محمود محمد الطناحي

Daabacaha

المكتبة العلمية - بيروت

Goobta Daabacaadda

١٣٩٩هـ - ١٩٧٩م

وَفِيهِ «جَاءَ بالكُفر بَرَاحًا» أَيْ جِهارًا، مِنْ بَرِحَ الْخَفاءُ إِذَا ظَهَرَ، ويُروَى بالواوِ، وَسَيَجِيءُ. (س) وَفِيهِ «حِينَ دَلَكَتْ بَرَاحِ» بَراحِ بِوَزْنِ قَطامِ مِنْ أَسْمَاءِ الشَّمْسِ. قَالَ الشَّاعِرُ: هذَا مَقَامُ قَدَمَيْ رَبَاحِ ... غُدْوَة حَتَّى دَلَكَتْ بَرَاحِ دُلُوك الشَّمْسِ: غُروبها وزوالُها. وَقِيلَ إِنَّ الْبَاءَ فِي بَرَاحِ مَكْسُورَةٌ، وَهِيَ بَاءُ الْجَرِّ. والراحُ جَمْعُ رَاحَة وَهِيَ الكَفُّ. يَعْنِي أَنَّ الشَّمْسَ قَدْ غَرَبَت أَوْ زَالَتْ، فَهُمْ يَضَعون راحاتِهم عَلَى عُيونهم يَنْظُرُونَ هَلْ غَرَبَت أَوْ زَالَتْ. وهَذانِ الْقَوْلَانِ ذَكَرَهُمَا أَبُو عُبَيْدٍ وَالْأَزْهَرِيُّ وَالْهَرَوِيُّ وَالزَّمَخْشَرِيُّ وَغَيْرُهُمْ مِنْ مفسِّري اللُّغَةِ والغَرِيب. وَقَدْ أَخَذَ بَعْضُ الْمُتَأَخِّرِينَ الْقَوْلَ الثَّانِيَ عَلَى الْهَرَوِيِّ، فَظَنَّ أَنَّهُ قَدِ انْفَرد بِهِ وَخَطَّأَهُ فِي ذَلِكَ، وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ غَيْرَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ قَبْلَهُ وَبَعْدَهُ ذَهَبَ إِلَيْهِ. (س) وَفِي حَدِيثِ أَبِي طَلْحَةَ «أحَبُّ أمْوالِي إليَّ بَيْرَحَى» هَذِهِ اللَّفْظَةُ كَثِيرًا مَا تَخْتَلِفُ أَلْفَاظُ المحدِّثين فِيهَا، فَيَقُولُونَ بَيرَحَاء بِفَتْحِ الْبَاءِ وَكَسْرِهَا، وَبِفَتْحِ الرَّاءِ وَضَمِّهَا وَالْمَدِّ فِيهِمَا، وبفَتْحِهما والقصْر، وَهِيَ اسْمُ مالٍ ومَوْضع بِالْمَدِينَةِ. وَقَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي الْفَائِقِ: إِنَّهَا فَيْعَلَى مِنَ البَراح، وَهِيَ الْأَرْضُ الظَّاهِرَةُ. وَفِي الْحَدِيثِ «بَرِحَ ظَبْيٌ» هُوَ مِنَ البارِح ضِدّ السَّانح، فالسَّانح مَا مَرّ مِنَ الطَّير وَالْوَحْشِ بَيْنَ يَدَيْكَ مِنْ جهَة يَسارك إِلَى يَمِينِكَ، والعرَب تَتَيمَّن بِهِ لِأَنَّهُ أمكنُ للرَّمْي وَالصَّيْدِ. والبَارِح مَا مَرَّ مِنْ يَمينك إِلَى يَسارك، والعَرب تَتَطيَّر بِهِ لِأَنَّهُ لَا يُمكنك أَنْ تَرميَه حَتَّى تَنْحرِف. (بَرَدَ) (هـ) فِيهِ «مَنْ صَلَّى البَرْدَيْنِ دَخَل الْجَنَّةَ» البَرْدَان والأَبْرَدَان الْغَدَاةُ والعشيُّ. وَقِيلَ ظِلاَّهما. وَمِنْهُ حَدِيثُ ابْنِ الزُّبَيْرِ «كَانَ يَسِيرُ بِنَا الأَبْرَدَيْنِ» . وَحَدِيثُهُ الْآخَرُ مَعَ فَضالة بْنِ شَريك «وسِرْ بِهَا البَرْدَيْنِ» . (هـ) وَأَمَّا الْحَدِيثُ الْآخَرُ «أَبْرِدُوا بالظُّهر» فالإِبْرَاد: انْكِسار الوهَج وَالْحَرِّ، وَهُوَ مِنَ الإِبْرَاد: الدُّخول فِي البَرْد. وَقِيلَ مَعْنَاهُ صلُّوها فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، مِنْ بَرد النَّهَارِ وَهُوَ أَوَّلُهُ. (هـ) وَفِيهِ «الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الغنِيمة البَارِدَة» أَيْ لَا تَعب فِيهِ وَلَا مَشقَّة، وَكُلُّ مَحْبُوبٍ

1 / 114