161

Dhammaadka Fitnooyinka iyo Malaa'igta

النهاية في الفتن والملاحم

Baare

محمد أحمد عبد العزيز

Daabacaha

دار الجيل

Lambarka Daabacaadda

١٤٠٨ هـ

Sanadka Daabacaadda

١٩٨٨ م

Goobta Daabacaadda

بيروت - لبنان

الْمُؤْمِنُ الَّذِي يُسَلَّطُ عَلَيْهِ الدَّجَّالُ فَيَقْتُلُهُ ثُمَّ يُحْيِيهِ، وَاللَّهِ مَا ازْدَدْتُ فِيكَ إلاَّ بَصِيرَةً. أنت الأعور الكذاب الذي حدثنا فيهَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ شِفَاهًا وَقَدْ أَخَذَ بِظَاهِرِهِ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سفيان الفقيه الصحيح عَنْ مُسْلِمٍ، فَحَكَى عَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّهُ الْخَضِرُ وَحَكَاهُ الْقَاضِي عِيَاضٌ عَنْ مَعْمَرٍ فِي جَامِعِهِ. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ وَأَبُو دَاوُدَ فيِ سننه، والترمذي فِي جَامِعِهِ بِإِسْنَادِهِمْ إِلَى أَبِي عُبَيْدَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قال: "لعلَّهُ يدْرِكُهُ مَنْ رَآنِي وسَمع كَلَامِي". وَهَذَا مِمَّا قَدْ يَتَقَوَّى بِهِ بَعْضُ مَنْ يَقُولُ بِهَذَا وَلَكِنْ في إسناده في غَرَابَةٌ، وَلَعَلَّ هَذَا كَانَ قَبْلَ أَنْ يُبَيَّنَ لَهُ ﷺ مِنْ أَمْرِ الدَّجَّالِ مَا بُيِّنَ فِي ثَانِي الْحَالِ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ. وَقَدْ ذَكَرْنَا فِي قِصَّةِ الْخَضِرِ كَلَامَ النَّاسِ فِي حَيَاتِهِ وَدَلَّلْنَا عَلَى وَفَاتِهِ بِأَدِلَّةٍ أَسْلَفْنَاهَا هُنَالِكَ، فَمَنْ أَرَادَ الْوُقُوفَ عَلَيْهَا فَلْيَتَأَمَّلْهَا فِي قَصَصِ الْأَنْبِيَاءِ مِنْ كِتَابِنَا هَذَا والله تعالى أعلم بالصواب.
ذكر ما يعصم من الدجال الاستعاذة المخلصة بالله تعصم من فتنة الدجال فَمِنْ ذَلِكَ الِاسْتِعَاذَةُ مِنْ فِتْنَتِهِ، فَقَدْ ثَبَتَ فِي الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ كَانَ يَتَعَوَّذُ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ فِي الصَّلَاةِ وَأَنَّهُ أمر أمته بذلك أيضًا فقال: "اللَّهم إِنَّا نعوذُ بِكَ مِنْ عَذاب جَهَنَّمَ وَمِنْ فتنةِ القبْر ومنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا والممَاتِ ومِنْ فتنةِ المسِيح الدَّجَّالِ". وَذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ أَنَسٍ وَأَبِي هُرَيْرَةَ وَعَائِشَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ وَسَعْدٍ وَعَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ وغيرهم:

1 / 169