قال: أرى حقًا وأرى باطلًا أرى عرشًا على الماء. قال: تشهد أني رسول الله؟. فقال رسول الله: "آمنت بالله ورسوله؟ يَا ابْنَ صَيَّادٍ إِنا قَدْ خَبَّأْنَا لَكَ خبأ، " قال: فما هو؟ قال: "الدخ"، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "أخسأ أخسأ". قال عمر بن الخطاب: ائْذَنْ لِي فَأَقْتُلَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ يَكنْه فلست بصاحبه إِنما صاحبه عيسى ابن مريم، وإِلاَّ يكُنْه فَلَيْسَ لَكَ أَنْ تَقْتُلَ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ العهد". قال: يعني جابر فَلَمْ يَزَلْ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ مُشْفِقًا أَنَّهُ١ الدَّجَّالُ وَهَذَا سِيَاقٌ غَرِيبٌ جِدًّا.
وَقَالَ الإِمام أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا يُونُسُ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ، عَنْ أَبِيهِ عَنْ سُلَيْمَانَ الْأَعْمَشِ، عَنْ شفيق بْنِ سَلَمَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ: بَيْنَمَا نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ مَرَّ بِصِبْيَانٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمُ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:
"ترِبَتْ ٢ يَدَاكَ أتَشْهَدُ أَني رَسُولُ اللَّهِ؟" فَقَالَ هو: أتَشْهَد أني رسول الله؟ فقال عمر: دَعْنِي فَلأضْرِب عُنُقَه، فقال رسول الله: "إِنْ يَكُن الذي يُخَافُ فَلَنْ تَسْتَطِيعَه".
مرويات مرفوضة لأنها لا تصدق عقلًا وليس بمعقول صدورها عن الرسول ﵇
وَالْأَحَادِيثُ الْوَارِدَةُ فِي ابْنِ صَيَّادٍ كَثِيرَةٌ، وَفِي بعضها التوقف في أمره على هُوَ الدَّجَّالُ أَمْ لَا. فَاللَّهُ أَعْلَمُ، وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا قَبْلَ أَنْ يُوحَى إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ﷺ في شَأْنِ الدَّجَّالِ وَتَعْيِينِهِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ حَدِيثُ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ فِي ذَلِكَ وَهُوَ فَاصِلٌ فِي هَذَا القام، وسنورد من الأحاديث ما يدل على أنه ليس بابن صياد والله تعالى أعلم وأحكم.