العلاء على الذات
هكذا تكلم زرادشت
أتسمونها «إرادة الحقيقة»، تلك القوة التي تدفعكم، يا أعظم الحكماء، وتبعث فيكم الحماسة؟
إنها الرغبة في جعل كل موجود قابلا للتفكير فيه؛ هذا هو الاسم الذي أطلقه على إرادتكم!
إنكم تريدون أن «تجعلوا» كل موجود قابلا للتفكير فيه: إذ إنكم تشكون - ولكم الحق في ريبتكم هذه - في أنه قابل للتفكير فيه أصلا.
ولكن عليه أن يخضع وينحني لكم - هذا هو ما تبتغيه إرادتكم.
عليه أن يلين، ويخضع للروح، وكأنه مرآة وانعكاس لها.
تلك هي إرادتكم، يا أعظم الحكماء؛ فهي إرادة القوة، حتى عندما تتحدثون عن الخير والشر، وعن تقدير القيم.
إنكم لتريدون خلق العالم الذي يمكنكم أن تسجدوا له؛ ذلك هو أملكم الأخير، وتلك هي نشوتكم القصوى.
أما غير الحكماء؛ أي العامة، فهم أشبه بالنهر، الذي يسبح عليه قارب، وفي القارب تجلس تقويماتكم، وقد ازدانت وتنكرت.
Bog aan la aqoon