3

Nicmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Baare

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Daabacaha

دار المسير

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

الرياض

فالعالم صورته وَهُوَ روح الْعَالم الْمُدبر لَهُ فَهُوَ الْإِنْسَان الْكَبِير فإياك أَن تتقيد بِعقد وتكفر بِمَا سواهُ فيفوتك خير كثير بل يفوتك الْعلم بِالْأَمر على مَا هُوَ عَلَيْهِ فَكُن فِي نَفسك هيولى لصور المعتقدات كلهَا وَفِي الْكَلِمَة الشعيبية فَلهَذَا قَالَ ﴿لمن كَانَ لَهُ قلب﴾ فَعلم تقلب الْحق فِي الصُّور بتقلبه فِي الأشكال فَمن نَفسه عرف نَفسه وَلَيْسَت نَفسه بِغَيْر لهوية الْحق وَلَا شَيْء من الْكَوْن مِمَّا هُوَ كَائِن وَيكون بِغَيْر لهوية الْحق بل هُوَ عين الهوية وَفِي الهارونية وَكَانَ مُوسَى أعلم بِالْأَمر من هَارُون لِأَنَّهُ علم مَا عَبده أَصْحَاب الْعجل لعلمه بِأَن الله تَعَالَى قد قضى أَن لَا يعبد إِلَّا إِيَّاه وَمَا حكم الله تَعَالَى بِشَيْء إِلَّا وَقع فَكَانَ عتب مُوسَى أَخَاهُ هَارُون لما وَقع الْأَمر فِي إِنْكَاره وَعدم اتساعه فَإِن الْعَارِف من يرى الْحق فِي كل شَيْء بل يرَاهُ عين كل شَيْء إِلَى غير ذَلِك من الكفريات والهذيانات الَّتِي أودعها فِي الْكتاب الْمَذْكُور فَكيف يجوز إسنادها إِلَى النَّبِي ﷺ بل ذَلِك من أبطل الْمحَال أما على مَا هُوَ الْمَفْهُوم من التراكيب الوضعية فَظَاهر وَكَذَا إِن فرض فرضا أَن المُرَاد غير مَا يفهم من ظَاهر تركيبه إِذْ من الْمحَال أَن يَأْمر النَّبِي ﷺ بعد مضى سِتّمائَة سنة من زمن تَقْرِير شَرِيعَته الَّتِي مهدها هُوَ وَأَصْحَابه بِكَلَام ظَاهرهَا إِبْطَالهَا ومخالفتها وباطنه موافقتها وتحقيقها سِيمَا عِنْد فَسَاد الزَّمَان وَظُهُور الاعتقادات الْفَاسِدَة

1 / 33