138

Nicmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Baare

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Daabacaha

دار المسير

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

الرياض

مُسلم
فَحصل لَهُم فِي الدُّنْيَا مَا نووه وقصدوه من اجتهادهم
وَأما هَذِه الطَّائِفَة فخيل لَهُم الشَّيْطَان مَا خيل وسول لَهُم مَا سَوَّلَ فجدوا واجتهدوا فِي الرياضات والتصفية وَالْخلْوَة بنية الْوُصُول إِلَى أَن يظْهر الْحق فيهم فَيَكُونُوا مباديء للتَّصَرُّف وَمَا هُوَ من خَصَائِص الألوهية فَحصل لَهُم من جهدهمْ فِي الدُّنْيَا بعض الخوارق المبنية على التصفية لَا على صِحَة الطَّرِيق حِكْمَة من الْعَزِيز الْحَكِيم فاغتروا بذلك وحكموا بِصِحَّة مَا كَانُوا تخيلوه فضلوا وأضلوا وكلا الطَّائِفَتَيْنِ دَاخل تَحت قَوْله تَعَالَى ﴿قل هَل ننبئكم بالأخسرين أعمالا﴾ ﴿الَّذين ضل سَعْيهمْ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا وهم يحسبون أَنهم يحسنون صنعا﴾ الْآيَة
وَقَوله تَعَالَى ﴿وَقدمنَا إِلَى مَا عمِلُوا من عمل فجعلناه هباء منثورا﴾ وَقَوله تَعَالَى ﴿وبدا لَهُم من الله مَا لم يَكُونُوا يحتسبون﴾ فَإِن جَزَاء سَعْيهمْ قد حصل لَهُم فِي الدُّنْيَا إِذْ الْأَعْمَال بِالنِّيَّاتِ
وَكَلَامهم دَال على مَا قُلْنَاهُ دلَالَة جلية لمن فهم وأنصف وَلم يعاند بلاياهم وَلكنه غير ظَاهر فنسأل الله تَعَالَى أَن يثبتنا على صراطه الْمُسْتَقيم الَّذِي قَالَ فِيهِ ﴿وَأَن هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبعُوهُ وَلَا تتبعوا السبل فَتفرق بكم عَن سَبيله﴾ وَأَن يعيذنا من الْفِتَن مَا ظهر مِنْهَا وَمَا

1 / 168