123

Nicmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Baare

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Daabacaha

دار المسير

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

الرياض

ثمَّ زَاد فِي الْكَذِب بالمكابرة والعناد حَيْثُ قَالَ وَبِه جَاءَت الشَّرَائِع الْمنزلَة فشبهت ونزهت شبهت فِي التَّنْزِيه بالوهم ونزهت فِي التَّشْبِيه بِالْعقلِ فَارْتَبَطَ الْكل بِالْكُلِّ فَلم يتَمَكَّن أَن يَخْلُو تَنْزِيه عَن تَشْبِيه وَلَا تَشْبِيه عَن تَنْزِيه
أَقُول هَذَا نتيجة تحكيم الْوَهم واعتباره وَأهل الشَّرَائِع من الرُّسُل وأتباعهم بريئون من ذَلِك فَإِن الْوَهم عِنْدهم سَاقِط الِاعْتِبَار وَلم يرد لَهُ اعْتِبَار أصلا فِي كتاب وَلَا سنة وَلَكِن أهل الزيغ دأبهم التقول والبهت
قَالَ قَالَ تَعَالَى ﴿لَيْسَ كمثله شَيْء﴾ فنزه وَشبه ﴿وَهُوَ السَّمِيع الْبَصِير﴾ فَشبه وَهِي أعظم آيَة تَنْزِيه نزلت وَمَعَ ذَلِك لم تخل عَن تَشْبِيه بِالْكَاف فَهُوَ أعلم الْعلمَاء بِنَفسِهِ وَمَا عبر عَن نَفسه إِلَّا بِمَا ذَكرْنَاهُ
أَقُول هَذَا إِمَّا جهل عَظِيم بِمَا يُعْطِيهِ التَّرْكِيب الْجَارِي على القوانين الْعَرَبيَّة الفصحى وَإِمَّا تجاهل ومغلطة وخداع فَإِنَّهُ لَا يفهم من الْآيَة إِلَّا التَّنْزِيه الْمَحْض على أبلغ وَجه على تَقْدِير عدم زِيَادَة الْكَاف أَيْضا إِذْ مَعْنَاهُ لَيْسَ مثل مثله شَيْء وَهُوَ نفي للمثل بطرِيق الْكِنَايَة الَّتِي أجمع البلغاء على أَنَّهَا أبلغ من الصَّرِيح إِذْ لَو كَانَ لَهُ مثل لم يصدق الْكَلَام لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ يكون مثل ذَلِك الْمثل ضَرُورَة كَقَوْلِنَا لَيْسَ لأخي زيد أَخ فَإِنَّهُ نفى الْأَخ عَن زيد إِذْ لَو كَانَ لَهُ أَخ لَكَانَ

1 / 153