112

Nicmat Dharica

نعمة الذريعة في نصرة الشريعة

Baare

علي رضا بن عبد الله بن علي رضا

Daabacaha

دار المسير

Lambarka Daabacaadda

الأولى

Sanadka Daabacaadda

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Goobta Daabacaadda

الرياض

أَقُول هَذَا أَيْضا من قبيل مَا تقدم وَهُوَ غلط ومغلطة فَإِنَّهُ غير صَحِيح إِذْ تَسَاوِي الرِّضَا وَالْغَضَب مُطلقًا لَيْسَ باعتدال وَالرِّضَا عَمَّن يسْتَحقّهُ وَالْغَضَب على من يسْتَحقّهُ لَيْسَ بميل بل هُوَ عين الإعتدال وَهُوَ الإتصاف بِأحد الْحكمَيْنِ فِي مَحَله ومستحقه فَانْظُر إِلَى هَذِه المغاليط الَّتِي بنى عَلَيْهَا مذْهبه حَيْثُ قَالَ وَإِنَّمَا قُلْنَا هَذَا من أجل مَا يرى أَن أهل النَّار لَا يزَال غضب الله تَعَالَى عَلَيْهِم دَائِما أبدا فِي زَعمه
فَمَا لَهُم حكم الرِّضَا من الله تَعَالَى فصح الْمَقْصُود
فَإِن كَانَ كَمَا قُلْنَا مآل أهل النَّار إِلَى إِزَالَة الآلام وَإِن سكنوا النَّار فَذَلِك رضَا فَزَالَ الْغَضَب لزوَال الآلام إِذْ عين الْأَلَم عين الْغَضَب إِن فهمت
فَمن غضب فقد تأذى فَلَا يسع فِي انتقام المغضوب عَلَيْهِ بإيلامه إِلَّا ليجد الغاضب الرَّاحَة بذلك فَينْتَقل الْأَلَم الَّذِي كَانَ عِنْده إِلَى المغضوب عَلَيْهِ
وَالْحق إِذا أفردته عَن الْعَالم يتعالى علوا كَبِيرا عَن هَذِه الصّفة على هَذَا الْحَد
أَقُول انْظُر كَيفَ يَأْتِي بِالدَّلِيلِ على نَفسه بِنَفسِهِ مَعَ ادعائه الْكَشْف والدعاوى العريضة فَإِن الْحق سُبْحَانَهُ حَيْثُ كَانَ منزها عَن الْأَلَم والراحة المقتضيتين للغضب الَّذِي هما سَببه ثَبت أَن غَضَبه تَعَالَى لَيْسَ إِلَّا لحكمة اقتضته فَيلْزم مِنْهُ عدم زَوَال الْغَضَب لعدم زَوَال الْحِكْمَة الْمُقْتَضِيَة لَهُ فَافْهَم راشدا وَالله الْمُوفق
ثمَّ عَاد إِلَى قَاعِدَته الخبيثة حَيْثُ قَالَ وَإِذا كَانَ الْحق هوية الْعَالم فَمَا ظَهرت الْأَحْكَام كلهَا إِلَّا فِيهِ وَمِنْه إِلَى آخر مَا ذكر

1 / 142