1
وللهفته للرد على الهجمات التي تصاعدت ضد برنامجه عبر القنال الإنجليزي، كان نيوتن يعكف على تأليف كتابه «تصحيح التقسيم الزمني لتاريخ الممالك القديمة» خلال العامين الأخيرين من حياته. وبالفعل كتب عدة نسخ من فصول عديدة من العمل لم تظهر إلا بعد وفاته. واختفت العناصر الأكثر تشويقا وثورية لمشروعاته العظيمة، ولم يتبق سوى قائمة من الأحداث الموجعة المتعاقبة. وفي تلك الأسابيع والشهور الأخيرة، حاول نيوتن فيما يبدو أن يعيش الحياة المثالية التي شرحها بوضوح للمسيحي الصالح، وإن كان غضبه وحاجته لسحق الخصوم يطفوان على السطح من آن لآخر. فكان يصرف مبالغ طائلة من المال لكل من الأقارب والغرباء، وكان يعمل على تنظيم التبرع بالأناجيل. وكما رأينا في بداية هذا الكتاب، فقد كان الزوجان كوندويت يتذكران كراهيته الشديدة للاضطهاد والقسوة على الحيوانات.
وبحلول تاريخ وفاته في ربيع عام 1727، كانت شهرته وإنجازاته قد أتت على سمعة وإنجازات أي فيلسوف طبيعي آخر على الإطلاق. وكانت مكانته نادرا ما تضعف في تلك الأثناء، وفي إطار مدى تجاوز الإنجازات العلمية لأي شخص لإنجازات معاصريه، لا بد أن يحتل نيوتن تصنيفا يفوق الأبطال الآخرين أمثال داروين وأينشتاين. وعلى مدى ثلاثة قرون قدما، لا تزال حياته الخاصة واهتماماته الأكاديمية «الأخرى» مبهرة، فيما تشير استطلاعات الرأي إلى أن الأغلبية على مستوى العالم يعتبرونه أعظم مفكر عرفه العالم.
لقد تبنى نيوتن مناهج متنوعة لحل المشكلات في مختلف مجالات عمله، وإن كان ذلك لا ينفي وجود صلات وروابط دائمة بين الجوانب المختلفة لأبحاثه الفكرية. وعلى الرغم من كونها بالضرورة مشروعا شخصيا، فقد كان هو نفسه ينظر إلى أبحاثه اللاهوتية باعتبارها الجانب المحدد لحياته، وكانت لغة ومعنى الكتاب المقدس - إلى جانب ما يقال عن دوره في التاريخ - يحكمان سلوكه أكثر من أي شخص آخر. ومن الضروري أن ننظر بعين الاحترام لإيمانه القوي، وإن كان موجها نحو الكتب، غير أن الشجاعة والخيال والأصالة المذهلة التي صبغت إنجازاته في علم البصريات، والفيزياء، والرياضيات أكثر جدارة بإعجابنا. وبينما كان كوندويت يكافح من أجل الانتهاء من ترجمته لحياة نيوتن، اقترب بشكل خطير من التأكيد على أن صفات نيوتن قد جعلته أكثر من إنسان. وعلى الرغم من أنه لم يكن إلها، كان هناك مبرر في رأي هالي يفيد بأنه ما من إنسان آخر استطاع الاقتراب من مكانة الآلهة على الإطلاق مثله.
هوامش
قراءات إضافية
حدث تحول في دراسة حياة نيوتن وأعماله في السنوات الأخيرة بفضل المواد التي أتيحت مجانا عبر الإنترنت من موقع نيوتن بروجكت (http://www.newtonproject.ic.ac.uk) . وقد أصبحت أبحاثه في اللاهوت، وغالبية أبحاثه في البصريات متاحة في عام 2010، ويعتقد أن الأبحاث العلمية والرياضية والحكومية سوف تنشر في الوقت المناسب. يضم الموقع أيضا تقييمات ومقالات تمهيدية عن نيوتن وأعماله وكذلك عددا كبيرا من المصادر الأساسية الأخرى مثل جميع المواد المهمة المنشورة وغير المنشورة المتعلقة بالسيرة الذاتية لنيوتن والتي ألفت خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. وقد نشر موقع مشروع «الأعمال الكيميائية لإسحاق نيوتن» (
http://webapple.1.dlib.indiana.edu/newton/index.jsp )
العديد من كتابات نيوتن الخيميائية عبر الإنترنت، ويهدف لإتاحة كل أعماله في هذا المجال في السنوات القليلة القادمة.
وكما ذكرنا في الفصل
Bog aan la aqoon