وهي التي سوف تتولى بنفسها تحديد كل شيء.
وفعلا، بعد قليل بدأت تستعد لمغادرة الترام، وقالت: أتركك هنا وحدك.
وابتسم ولم يعلق بشيء، وآثر ألا يصرح لها بما انتواه، فقد يجره التصريح إلى نقاش واختلاف هو في غنى عنهما. كل ما حدث أنه حين وقف الترام وقامت هي لتهبط هم هو الآخر، وعندما نزلت نزل وراءها.
وكان يتوقع منها أي تصرف إلا ما حدث، فلم تفعل شيئا حين رأته قد غادر الترام وأصبح يمشي بجوارها إلا أن هزت كتفها وابتسمت.
وبعد قليل سألته: إلى أين؟
ولم يجب درش.
فعادت تقول: إلى اين؟
وأيضا لم يشأ أن يجيب، فالوضع لن يحسمه الكلام ... الوضع يحسمه العمل ... وعلى هذا لف يده حول يدها وسارا سويا. كانت كل الشواهد تدل على أنها لا مانع لديها من أن يرافقها إلى بيتها، ولكنه لم يكن مطمئنا أبدا ولا مصدقا أن يكون كل شيء قد تم بمثل تلك السهولة والبساطة التي لا يتصورها العقل. - البيت بعيد؟
قالها وكأنه يسألها سؤالا عابرا لا يحتمل تأويلا.
فقالت: هناك بعد قليل.
Bog aan la aqoon