Fikirka Yurub ee Qarniga Sagaal iyo Tobnaad
نزعة الفكر الأوروبي في القرن التاسع عشر
Noocyada
Schleier macher ، فأحدث ذلك عصرا جديدا سادت فيه فكرة أن وحدة المعرفة وكمالها وتعميمها أمور يمكن أن يبلغ إليها من طريق توحيد طرق الدرس وتنظيمها على نموذج واحد. ذلك العصر هو آخر عهد الفلسفة بالقبض على خناق كل فروع المعرفة، وبصدها البحث العلمي عن الانبعاث في طريقه القيمة. تسودت الفلسفة هنالك عندما أيدتها الحوادث السياسية، وزكتها الأغراض المثالية الخيالية، وعاونتها روح كريمة من التضحية الذاتية، ممسوسة بشعور قيم أوحى إلى أبناء ألمانيا أن عليهم لأمتهم واجبا واحدا القيام به مشروط على تعاونهم، وكان أظهر ما في ذلك الشعور انضواء فلاسفة ألمانيا وباحثيها الأعلام تحت لوائه، والإذعان لموحياته.
وكان لانتشار تلك الروح أثر عظيم في خلق صورة من التعاون المتبادل، لا يدانيها خطرا ومكانة إلا تزكيتها لفكرة وحدة المعرفة، فمهدت لكثير من المذاهب الفلسفية - التي خيل للناس أن فيها من الفوائد أكثر مما في استطاعتها أن تنتج - سبيل الانتشار والذيوع. هنالك ألقي في روع الناس أن أسفار الأنسيكلوبيذية شيء أكبر خطرا من تلك الصدفة الفارغة، والهيكل الأجوف الذي رآه فيها أبناء العصر التالي، ظن أن في تلك الأسفار قدرة على نشر المعرفة، والاحتفاظ بها كما حيا، فائضا بالوحدة والقوة.
هذه الصورة الفكرية، التي سوف تستغرق قسطا كبيرا من انتباهنا، قد محيت الآن؛ فإنك لن تقع في النصف الأخير من القرن التاسع عشر على ماهية للمعرفة تركزت في قاعدة فلسفية، أكثر من وقوعك على وحدة الفكر، وتماسك أطرافه، في مقالات متفرقة مرتبة على حروف الهجاء، وليس فيها من معنى الوحدة إلا ضمها معا بين دفتي كتاب واحد. لقد كان الغرض من تلك المعجمات الأنسيكلوبيذية غرضا عمليا بحتا: كان الغرض منها وضع وسيلة قريبة الفائدة لنشر المعرفة، لم يراع فيها تقسيم الفلسفة إلا تقسيما شكليا، ولم تنتج من فائدة إلا في أضيق دوائر البحث والاسترشاد.
إن عصر الدرس على الطريقة الأنسيكلوبيذية ، وذلك العصر القصير الذي نمت فيه «الشكلية الفلسفية»
لعصران يلوحان لنا كأنهما تابعان للماضي، غير أن «الرغبة» في توحيد المعرفة وجمعها في بؤرة واحدة، وتحقيق الصلة الكائنة بين الفكر وبين الارتقاء، قد بلغت غاية لم تبلغ إليها خلال العصور الأولى، فلا ضخامة المعاجم الشوهاء، ولا اتخاذ القواعد النظرية الجوفاء على أنها تامة كاملة لترضي اليوم ذلك المعتقد العميق الذي تعمل كل النواتج العقلية على إنمائه ومده بمهيئات الحياة؛ اعتقاد أن الإنتاج العقلي كائن حي متحيز الشخصية لا نهاية لتنوع صوره، ولا غاية لاختلاف مظاهره وأشكاله.
ولقد ثبت في روع الباحثين أن بعث الفكرات الفردية من خمودها، واستحداث صور الحياة والتغير ضرورة أولية، كضرورة العكوف على أسلوب ما، أو انتحال مذهب بعينه، أو اتباع نظام بذاته. ولقد سهلت هذه الفكرة خلال الخمسين عاما الفارطة سبل التبادل العقلي بين الأمم، وهونت على الكاتبين تدوين أوجه النشوء التي وقعت في تاريخ فروع العلم والمعرفة.
ولقد أمدت عوامل كثيرة ذلك الغرض الأولي بمهيئات النماء؛ فالفرنسويون الذين كانوا في أول ذلك العهد أساتذة العلم بدءوا اجتياز السبيل بتأسيس عدة من المجلات الدورية، تعنى كل منها بفرع من فروع العلم المختلفة تنميه وتتعهده، وتقوم عليه حفيظة، وعلى بقائه كفيلة، ومن ثم تبعهم الألمانيون، ومن بعدهم الإنكليز، ولقد زاد تبادل الفكرات العلمية بين الناس ذيوعا منذ أن تأسست «جماعة تقدم العلوم البريطانية» سنة 1831، وكان «أوكن»
Oken
قد أسس جماعات شبيهة بالجماعة البريطانية قبل ذلك بعشر سنوات في ألمانيا، غير أنه كان لألمانيا أكبر الأثر في إصدار الموسوعات السنوية الخاصة بتقدم العلوم؛ حيث كانت تنتقد المباحث العلمية، من غير اعتبار لمصادرها الوطنية، ثم تقسم وتبوب على قاعدة وضع فروع العلم المختلفة كل منها في حيزه الخليق به في كفاءات العقل الإنساني.
ولقد قام في النصف الأول من القرن التاسع عشر في ألمانيا حركة انتقاض ضد الطريقة التي كانت تعالج بها الموضوعات العلمية على قاعدة ميتافيزية - غيبية - تلك الطريقة التي بالغ في اتباعها مدرستا «شيلنج» و«هيجل». ولقد ساعد اقتباس أساليب الاختبار والمشاهدة على الأسس التي دعمها الفرنسيون والإنكليز، كما عاون تأسيس المعامل الكيمية، والمراصد الفلكية، والسياحات الطويلة التي أنفقها الباحثون في سبيل الاستكشاف، وتطبيق القواعد العلمية في الإنتاج الصناعي، على استجماع كثير من مواد المعرفة العامة.
Bog aan la aqoon