Aragtida Horumarka iyo Asalka Aadanaha
نظرية التطور وأصل الإنسان
Noocyada
وكف الصيني مخطط على طريقة كف الأورانج، وعندما يفقد الصيني عقله ينحو نحو الأورانج في جملة عاداته وأحواله، وكذلك الأوربي إذا فقد عقله وجن بنوع خاص من الجنون قعد بهيئة الشمبنزي، أما الزنجي فيرد في جنونه إلى الغوريلا.
والإنسان وقت الجنون يرد إلى أصله؛ لأن كفاياته العقلية التي تختل هي الكفايات العليا الجديدة التي لم ترسخ بعد في تركيب جسمه، وهي أيضا أولى الكفايات التي تؤثر فيها الخمر أو الشيخوخة؛ وذلك لأن الإنسان يتطور بما يشبه الطبقات؛ طبقة فوق طبقة، فأثبت الطبقات أقدمها، وأقلها ثباتا أجدها؛ فالعقل من أجد الطبقات وهو لذلك أسرعها زوالا عند السكر والشيخوخة والجنون، وإذا زال ظهر ما يليه من الطبقات، فيرد الإنسان إلى أصله، وتظهر فيه أخلاق أسلافه.
فنحن نعرف - مثلا - أن كثيرا من الأطفال، إذا اشتد بهم الضعف من مرض، ظهر على بشرتهم شعر؛ سواء أكانوا ذكورا أم إناثا، فإذا عاودتهم الصحة زال الشعر، ومعنى هذا أن قوة الجسم التي اكتسبها الإنسان حديثا في إخماد نبات الشعر قد ضعفت، فنهضت كفاياته القديمة لا تجد ما يعارضها في الظهور.
ويقول الدكتور كروكشانك إن هذه الوجوه الثلاثة منتشرة في جميع الأمم للاختلاط القديم بينها؛ فقد تجد الطراز الزنجي أو الطراز المغولي في وسط لندن - مثلا - ولست تجده فقط بين البله الذين ورثوا بلاهتهم، بل تجده أيضا منتشرا بين عامة الناس، وقد لا يكون في صاحبه ما يدل على بلاهة أو عته.
ولا يقصد المؤلف أن الإنسان ثلاثة أنواع كل منها ينتسب إلى أحد القردة العليا الموجودة الآن، وإنما يريد أن يثبت قرابة الإنسان لهذه القردة، وأننا وهي من أصل واحد، وقد يكون هذا الأصل هو «الإنسان القردي المنتصب» البائد الذي وجدت متحجراته (أحافيره) في جاوة، والذي يظن أنه كان يعيش قبل أكثر من مليوني سنة، فنشأ منه فرعان في آسيا؛ هما الإنسان المغولي، وقرد الأورانج، وفرعان في إفريقيا وأوربا وغربي آسيا؛ هما الإنسان الأوربي، وقرد الشمبنزي، وفرعان آخران في إفريقيا؛ هما الإنسان الزنجي، وقرد الغوريلا. (وجه مغولي، وآخر زنجي، وثالث أوربي، وهم أصل السلالات)
وسواء صح هذا الفرض أم لم يصح فإن مما لا يمكن الشك فيه أن لنا عدة أصول؛ فإن متحجرات الجماجم (البشرية) القديمة التي تخالف جماجمنا، ومتحجرات الجماجم نصف البشرية، توجد الآن بكل مكان تقريبا، ومن المرجح أنها اختلطت بنا، وتسرب إلينا من طبائعها شيء كثير.
وكثيرا ما نجد على وجوه البله في بلادنا مسحة مغولية، نرى أثرها ظاهرا في بروز الصدغين، وكثيرا ما نجد الرأس المغولي المستدير متفشيا في بلادنا وفي أوربا، بل إذا قعد أحدنا على قهوة وأخذ يتأمل السابلة وجد سلالات النوع البشري كلها تقريبا منطبعة أصولها على وجوههم بدرجة قليلة أو كبيرة.
ولكن مع كثرة هذه السلالات لا يزال النوع البشري نوعا واحدا؛ فإن التلاقح يصح بين أي ذكر وأية أنثى من أفراده؛ أي ليس بين الناس مهما اختلفت سلالات الآباء «بغال» عقيمة لا تلد كما يرى في النتاج الناشئ من الفرس والحمار.
ولننظر الآن في أثر البيئة في الإنسان، ويجب أن نذكر أن أثر البيئة أقل في الإنسان مما هو في غيره من الحيوان، وأنه الآن أقل مما كان في الزمن الماضي؛ فإن المدينة تخفف من أثر البيئة، بل قد تزيل هذا الأثر كلية؛ فإن الحيوان إذا انتقل من مناخ حار إلى مناخ بارد عمد إلى جلده، فزاد كثافة فروه أو أفرز طبقة من الدهن تحته، ولكن الإنسان لا يفعل ذلك، بل يسكن بيتا ويدفئه، أو يصيد حيوانا ويستلب منه فروه.
والإنجليزي الذي يعيش في السودان الآن لا يخشى عليه أن يصير أسود أو أسمر؛ لأنه يحمي نفسه من فعل الضوء بوسائل المدنية العديدة المتوافرة لديه.
Bog aan la aqoon