Aragtida Horumarka iyo Asalka Aadanaha
نظرية التطور وأصل الإنسان
Noocyada
لما تركنا الشجر وعشنا على الأرض احتجنا إلى الاجتماع، وأدى اجتماعنا إلى اختراع اللغة؛ للتفاهم وقت الصيد جماعة. (6)
بعد كل هذه الميزات، وبعد اختراع اللغة ، غزونا هذا الكوكب وتسلطنا على جميع أفراد عائلتنا الحيوانية بما جمعته لنا اللغة من تراث ثقافي يزداد على مر السنين فتزيد معارفنا وتجاربنا وقوتنا. (7)
إن اختراعنا اللغة زاد قدرتنا على تعديد المعاني وتنويعها، وأدى هذا إلى تكبير الدماغ الذي يختزن هذه المعاني؛ فاللغة هي أصل الدماغ الكبير، وليس الدماغ الكبير أصل اللغة.
ولذلك فإن تفوقنا على الحيوان ليس قائما على ضخامة الدماغ البشري وكثرة تلافيفه التي تزيد الخلايا الغبراء فقط، بل هو أيضا قائم على تراث اجتماعي لغوي، وأذكى الرجال، حين ينشأ ويعيش في الغابة بلا ثقافة بشرية، لا يكاد يمتاز على أي قرد في تنازع البقاء.
الوجه البشري
ما زال التنقيب يكشف لنا عن أنواع قديمة لا يمكن أن يقال إنها بشرية، كذلك لا يمكن أن يقال إنها قردية، وإنما تدل هذه الأنواع على اتجاه قردي يتخصص للشجر، أو اتجاه بشري يتخصص للسعي على اليابسة ويومئ إلى الإنسان الحاضر، وهذه الأنواع كانت تعيش إلى ما قبل مليوني سنة.
والعامل الوحيد لتغير الحيوان وتطوره هو التغير والتطور في البيئة، بحيث يستجيب الحيوان للتغيرات بمجهوده، على توالي الألوف والملايين من السنين، فتتغير أعضاؤه وتتخذ وظائف جديدة، ثم تتراكم التغيرات حتى تظهر سلالات جديدة، ثم أنواع جديدة.
وقد تغير الوجه كما تغيرت القامة البشريان، والإنسان الحاضر نوع واحد يتلاقح ويخصب مهما تباعدت السلالات، ولكن هذه السلالات تختلف في الملامح والتقاسيم؛ لأنها عاشت في أقاليم مختلفة حرا وبردا ورطوبة وجهدا، ولكننا جميعا نتشابه، ومع أن الفرق عظيم جدا بيننا وبين الطرسير، الذي لا يزال حيا، فإننا ما زلنا نرى ملامحنا فيه؛ إذ له عينان في الوجه مثلنا، وله يدان بأصابع مستطيلة للتناول، بل هو من هاتين الناحيتين أقرب إلينا من القردة؛ لأن هذه قد تخصصت، وفصلها التخصص منا.
ونحن نمتاز من القردة العليا - وهي الأربعة البتراء - بقامة عمودية وبجمجمة كبيرة وبجسم أملط، فأما القامة العمودية فمرجعها إلى أننا تركنا الشجر واعتمدنا على السعي على قدمينا على الأرض، فطالت أقدامنا واستطاعت أن تحملنا في اتزان، ومع ذلك لسنا سعداء بهذا الوضع العمودي؛ فإننا ما زلنا نتعب في الطفولة، نحبو أولا ثم نتعلم الانتصاب، وأيضا في الشيخوخة نعود إلى الانحناء، والساقان هما العضوان الأساسيان في انهيارنا مدة الشيخوخة؛ ولذلك نحتاج إلى ساق ثالثة هي العكازة التي نعتمد عليها، واعتبر أيضا الفتق، وهو اندلاق الأمعاء أو بعضها في الخصيتين، بسبب هذا الوضع العمودي.
وأما الجمجمة الكبيرة التي تتسع لنحو تسعة آلاف مليون خلية في الدماغ فمرجعها أيضا إلى هذا الوضع العمودي؛ لأننا لولا هذا الوضع لما استطعنا حملها وهي بهذا الثقل الذي يبلغ ألفا وخمس مئة جرام، ثم إن اهتداءنا إلى اللغة ربط المعاني بكلمات، وهذه عملت على تكبير الدماغ.
Bog aan la aqoon