Nazariyat Macrifa
نظرية المعرفة والموقف الطبيعي للإنسان
Noocyada
» في إحدى مقالاته إلى الاعتراف بأخطاء الحواس، وهي الأخطاء التي تثبت أننا لا ندرك «أجساما».
4
ومع ذلك فقد توصل إلى هذه النتيجة باتباع منهج غريب حقا: فهو في أول المقال يذكر صراحة أنه سوف يحلل دور حاسة واحدة، هي حاسة الإبصار، ويقول:
إنني أفترض أن «الإدراك» كلمة تستخدم للدلالة على الجنس الذي يكون ما نسميه بالإبصار، والسمع والشم والذوق واللمس أنواعا له ... ولكني سأقتصر هنا اقتصارا يكاد يكون تاما على بحث الإبصار واللمس، بل على الإبصار بوجه خاص.
5
وليس من المستغرب على الإطلاق - إن كان هذا هو منهج المؤلف - أن ينتهي إلى الاعتراف بأخطاء الحواس، ولا يشفع له في ذلك ما قاله من أنه يأخذ حاسة الإبصار على أنها «مثال» لبقية الحواس، فهذا خطأ منهجي أساسي في هذا الميدان، فمن الواجب - طالما أننا بصدد مناقشة مشكلة الإدراك - إعطاء كل من الحواس فرصة إثبات صحة إدراكها، وإعطاء كل الحواس معا فرصة تصحيح بعضها البعض، أي بالاختصار: النظر إلى الحواس وهي متكاملة - كما تعمل في الواقع - لا الاكتفاء بتجريد حاسة واحدة منها.
بل إن من الواجب - طالما أننا بصدد الحكم على «الحواس» بوجه عام - أن نشير إلى التكامل «الأفقي» للحواس، أعني اشتراك حواس عدة أشخاص في تصحيح بعضها البعض ، فخطأ حاسة شخص أو حواس شخص لا يعني أبدا أن «الحواس» - بوجه عام - تخطئ، ولنضرب لذلك مثلا: فإذا توقفت إحدى الساعات عن العمل، أو أسرفت في التأخير أو التقديم، فهل يعني ذلك أن الساعات كلها فاسدة، وأن من الخطأ الاعتماد على «الساعة» - بوجه عام - في معرفة الوقت؟ وهلا نقترب جدا من معرفة الوقت الصحيح إذا قارنا بين ما تدل عليه عدة ساعات مختلفة؟ حقا إن هذه المقارنة لن تأتي بنتيجة لها دقة مطلقة، ولكنها تأتي قطعا بنتيجة نستطيع الاعتماد عليها، ولا سيما إذا كان الأمر متعلقا بأغراض عملية.
ولقد عاب «آير
Ayer » ذاته على الفلاسفة - الذين يعالجون موضوع الإدراك الحسي - تجاهلهم للطابع الاجتماعي لهذا الإدراك، فقال: «إذا جاز أن نقول عن أي شيء قابل للإدراك إنه موضوع فيزيائي، فلا بد على الأقل أن يكون من الممكن وصفه بأنه يدرك بواسطة أشخاص مختلفين، وبأنه يلمس - مثلا - مثلما يرى، غير هذه الشروط لا تتوافر في الموضوعات التي نظر إليها باركلي ومعظم الفلاسفة الآخرين على أنها معطيات نهائية، فما هو معطى مباشرة في الإدراك الحسي هو - في نظرهم - موضوع ليس له قوام دائم
evanescent
Bog aan la aqoon