الحكاية التاسعة والسبعون بعد المائة حكي عن أبي علي بن موسى المعدل بدمشق قال : كنت بمصر فقال لي بعض أصحابي : يا أبا علي هلهنا حكاية عظيمة ، قم حتى نسمعها من أحمد بن طاهر القزاز قال : فجثنا إليه وسألوه أن يحكي حكاية أبي شعيب فقال : هذا رجل سوقي كيف أحكي ه هذه الحكاية فقيل له : لا تحقره احكها له فقال : نعم كان لنا بمصر هنهنا بيت لضيافة ، فجاءنا فقير عليه خرقتان يكنى : أبا سليمان فقال : الضيافة فقلت لابني : امض معه إلى البيت، فأقام عنده تسعة أيام أكل فيها ثلاث أكلات كل ثلاثة أيام أكلة، فسألته المقام عندنا فأبى وقال : أريد الثغر فقلت له : ويحك ما كتبت إلي بأخبار، فقال: لم بلغ الثغر وإنما اجتزت بالرملة، فرأيت فيها شيخا يقال له: أبو شعيب مبتلى وأنمت عنده أخدمه سنة فوقع في نفسي أن أسأله أي شيء كان أصل بلاثه فلما دنوت منه ، ابتدأ ن قبل أن أسأله فقال : ما سؤالك عما لا يعنيك فصبرت سنة أخرى، ثم تقدمت إلي لأسأله فقال لي : يا هذا ما سؤالك عما لا يعنيك ، ثم صبرت سنة أخرى ، ثم تقدمت ليه لأسأله، فقال لي في الثالثة: لا بد لك من ذلك قلت: إن رأيت ذلك قال: نعم بينما أنا أصلي بالليل في محرابي فبدا لي في المحراب نور شعشعاني كاد أن يخطف صري، فقلت : اخسأ يا ملعون، فإن ربي أعظم وأجل من أن يبرز للخلق، ثم صبرت برهة، فبدا لي نور ثان كاد أن يخطف بصري فقلت : اخسأ يا ملعون، فإن ربي أعظ أجل من أن يبرز للخلق، ثم بدا لي في الثالثة أشد وأقوى مما رأيت، فقلت: يا ملعون لو برزت السملوات والأرض والعرش والكرسي ، لكان ربي أعظم وأجل من أن يبرز لخلق، ثم سمعت نداء ملك من المحراب يقول : يا أبا شعيب فقلت لبيك ، لبيك، بيك، قال : تحب أن أقبضك في وقتك، وأجازيك على ما مضى لك، أو أبتليك ببلاء رفعك به في عليين، وأكفر سيئاتك، فسكت سكتة، ثم قلت: بلائك بلائك، وسقطت يناي ورجلاي قال : فمكثت أخدمه اثني عشرة سنة فقال في بعض الأيام : عيناه أسك 1) طا 718/2) برواية يحيىن بن يحيى 41 حمان ، ترى ما أرى فقلت : لا قال : ادن مني ، فسمعت أعضاءه يخاطب بعضها بعضا قول العضو لما يليه ابرز منه ، حتى أبرز منه فبرزت أعضاؤه كلها بين يديه تسبح تقدس، ولولا أنه قد مات ما حدثتكم بهذا.
44 18 - الحديث الثمانون بعد المائة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : بينما رسول الله صلم في مجلس يحدث القوم إذ جاءه أعرابي فقال : متى الساعة? فمضى رسول الله صلم في حديثه فقال بعضر القوم : سمع ما قال، وكره ما قال، وقال بعضهم: بل لم يسمع، حتى إذا قضى مديثه قال : «أين السائل عن الساعة?» قال : ها أنا يا رسول الله قال : «إذا ضيعت لأمانة، فانتظر الساعة» قال : وكيف إضاعتها؟ قال : «إذا وسد الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة» (1) أخرجه البخاري لحكاية الثمانون بعد المائة حكي عن يوسف بن الحسين أنه قال : بلغني أن ذا النون المصري ، كان يعلم لناس اسم الله الأعظم، فخرجت من مكة قاصدا إليه، فوافيته في جيزة مصر، فأول ما أبصرني ، رآني طويل اللحية ، وفي يدي ركوة كبيرة مؤتزر بمثزر ، وعلى كنفي حزر ، وفي رجلي ناسومة، فاستشنع منظري، فلما سلمت عليه كأنه ازدراني، وما أيت منه تلك الساعة البشاشة ، فقلت في نفسي : ترى مع من وقعت ، فجلست منده ، فلما كان بعد يومين أو ثلاثة ، جاءه رجل من المتكلمين ، فناظره في شيء من الكلام ، واستظهر على ذي النون وغلبه فاغتممت لذلك ، فتقدمت وجلست بين يديهما، واستلبثت المتكلم وناظرته حتى قطعته ثم دققت الكلام ، حتى لم يفهم للامي، قال : فتعجب ذو النون من ذلك وكان شيخا، وأنا شاب فقام من مقامه، جلس بين يدي ، وقال : اعذرني ، فإني لم أعرف محلك من العلم ، وأنت آثر الناس عندي ، وما زال بعد ذلك يجلني، ويعظمني، ويرفعني على جميع أصحابه، حتر قيت على ذلك سنة، فقلت له بعد السنة : يا أستاذ أنا رجل غريب، وقد اشتقت إلى ملي، وقد خدمتك سنة، ووجب حقي عليك، وقد قيل لي: إنك تعلم اسم الله 1) صيح البخاي ر1293) 148 الأعظم، وقد جربتني ، وعرفت أني أهل لذلك، فإن كنت تعرفه فعلمني إياه، فسكت عني ، ولم يجبني بشيء، وأوهمني أنه ربما علمني، ثم سكت عني ستة شهر ، فلما كان بعد ذلك ، قال : يا أبا يعقوب أليس تعرف فلانا صديقنا بالفسطاط الذي هنهنا وسمى رجلا ، فقلت : بلى قال : فأخرج إلي من بيته طبفا عليه مكب مشدودة بمنديل ، فقال لي : أوصل هذا إلى من سميت لك، فأخذت الطبق لأؤديه ، إذا هو خفيف كأنه ليس فيه شيء ، فلما بلغت الجسر الذي بين الفسطاط قلت في نفسي : يوجه ذو النون بهدية إلى رجل في طبق ليس فيه شيء لأبصرن ما فيه، حللت المنديل ، ورفعت المكبة فإذا فأرة فنفرت من الطبق، فذهبت فاغتظت فقلت : سخر بي ذو النون ، ولم يذهب وهمي إلى ما أراد في الوقت ، فرجعت إلي غضبان ، فلما رأني تبسم وعرف القضية، وقال : يا مجنون أثتمنك على فأر خنتني ، فكيف أثتمنك على اسم الله الأعظم ، قم عني ، وارتحل، ولا أراك بعدها، فانصرفت عنه خائبا بشؤم الخيانة.
4 181 - الحديث الحادي والثمانون بعد المائة عن عبد الله بن عدي بن حمراء رضي الله عنه قال : رأيت رسول الله صلم واقفا ملى الجزور، ويقول : «والله إنك لخير أرض الله، وأحب أرض الله، ولول ي أخرجت منك ، ما خرجت» .
أخرجه.- الترمذي (1) الحكاية الحادية والثمانون بعد المائة حكي عن وهب بن منبه أنه قال : وجد في أساس الكعبة لوح مكتوب فيه : لكل ملك حيازة ما حواليه ، وبطن مكة حوزتي التي اخترت لنفسي ، أنا الله ذو بكة وأهلها جيراني ، وجيران بيتي، وعمارها وفدي وأضيافي وفي كنفي وأماني، ضامنون علي رفي ذمتي من أمنهم فقد استوجب أماني ، ومن أخافهم فقد أحقرني في ذمتي مصداق لك الرسالة التي كتبها الحسن بن الحسن البصري رضي الله عنه في أخ له إلى الله عالى يقال له : عبد الرحمن بن أنس، وكان مجاورا بمكة وقد عزم على الخروج منها فبلغ ذلك الحسن ، فكتب إليه يرغبه في المقام بمكة شرفها الله وعظمها وعظم أهلها . (32 ( 1 14 وفضل جيرانها ، والطاعة والمجاورة فيها وها هي : «بسم الله الرحمنن الرحيم حفظك لله يا أخي بحفظ الإيمان ووفقك للخيرات ووقاك المكروهات وأتم عليك النعم في لى الأحوال وجمعنا وإياك في دار السلام في جوار الرحمنن ، فإن ذلك بيده ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أما بعد : فقد كتبت إليك وأنا ومن قبلي من الأقارب والإخوان على أفضل حال وربنا المحمود لا شريك له وصلى الله على سيدن محمد وعلى آله وصحبه وسلم : فقد انتهى إلي أبقاك الله، أنك كنت على الشخوص من مكة حرم الله عز وجل وجواره ، والتحول منه إلى غيره وإني والله كرهت ذلك لك غمني ذلك واستوحشت لذلك وحشة شديدة ، فيما عجيا من عقلك إذ نويت ذلك ي نفسك بعد أن جعلك الله تعالى من أهله ، ولو أنك حمدت على ما أولاك وما بلاك في حرمة منه وأن صيرك الله تعالى من أهله لكان الواجب عليك شكره أبدا ما كنت حيا وكنت مشغولا بعبادة الله عز وجل أضعاف ما كنت عليه ، فإياك الخروج منها قال رسول الله صعلم : «المقام بمكة سعادة، والخروج منها شقاوة» وانبذ القلق الضجر ، وعليك الصبر والصمت والحلم فإنك بقليل نغلب الشيطان ، فنسأل الله وفيقنا وإياك للخيرات فإنه الحنان المنان ولا قوة إلا بالله ثم إياك والخروج منها فإنها من أحب أرض الله، وأفضلها قدرا، وأشرفها وأكرمها فإن الله عز وجل فضل مكة المباركة على سائر البلدان، وأعظم ذكرها في القرآن فكان فيما أنزل على نبيه صلم ذكرها وفضائلها، وما بلغنا عن النبي صلم : (جعل الله الكتبة البيت الحرام قر للناس) [المائدة : الآية 97] وقال الله تعالى لتبيه إبراهيم عليه السلام : (وأذن في لناس بألج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأنيرت من كل فج عميق مه لشهدوا مننفم لهم) [الحج : الآيتان 27 ، 28] وقال عز وجل : (ليقضوا تفتهم وليوفو بدوهم ويطوفوأ يألبيت العتيق) [الحج : الآية 29] وقوله تعالى : (إنما أمت .
4 عبد ريت هنزو البلدة الزي حرمها وله كل شيء) [النمل : الآية 91] . وقال عز وجل : (فليعبدوا رب هذا البيت للجم الذ أطعهر من جوع وءامنهم من خون لللاه [قريش : الآيتان 3، 4] وقال الله تعالى : (فيو ملينتا بيننت مقام إبهير ومن خلم كان مامنا وللهو على الناس حج ألبيت من أستطاع إليو سييلا) [آل عمران : الآية 97 قال تعالى في قصة إبراهيم عليه السلام : (رب أجعل هذا ألبلد عامنا) [إبراهيم.
الآية 35] وقال تعالى : (زينا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذى نرع عند بييك الحر بنا ليقيموا الصلوة فأجعل أفعدة مرت الناس تهوء التهم وأرزقهم من الشمرت لعله يشكون ليي)) [إبراهيم : الآية 37] وقال الله تعالى : (رب أجعل هذا بلدا ملمنا وأننة أقل 150 من الثرت من ءامن منهم بالله واليوو الأخر) [البقرة : الآية 126] . وقال تعالى : (وإذ صج و يرفع إباوع القواعد من البيت وإسعيل ربنا نقبل منا إنك أنت السميع العليد للا» البقرة : الآية 127] وقال تعالى : (قد زي تقلب وحجهك في السمله فلثولينك قد تضها فول وجهلك شطر المسجد الحراؤ وحيد ما كنتد فولوأ وجوهكم شطرة) [البقرة: الآية 144] وقال تعالى : (فإذا أفضثر قن عرفت فانكا الله عند المشعر الحراو وأذكروه كما هدلكم وإن كنتور من قباوء لين الضالين) [البقرة : الآية 198] وقال تعالى : (فإذا قضيت نناسلكم فأذكووا الله كذكك مالباءصكم أو أشد يكرا) [البقرة : الآية 20٠] وقال تعالى : (ج إن ألصفا وألمروة من شعآير الله فمن مع لليي ابن او اغتر فلا جتاع علنه ان نظففت بهسا ومن تطية خما فان الله شلا طيد القصص : الآية 57] وقال تعالى : (وخرب الله مثلا قبية كانت دامنة مطينة أتيها رزفها رغدا من كل مكان) [النحل : الآية 112] وقال تعالى : (وإن جعلنا البيت مثابة للناس وأما وأتنذوا من تقار إبدت مصل وعهذنا إل إبرهع وإسملعيل أن طهرا بيق لطأيفين والعكفين والرحقع السجود لثللما) [البقرة : الآية 125] وقال تعالى : (شبحن ازع أسرىن يعبدهء ليلا مرب المسجد الحراو إلى المسجد الأقصا الزى بثركنا حوله لثريم من اينئنا إنه هو السميع البصير لمكا( [الإسراء : الآية 6] وقال تعالى : (وإذ بوأنا لاباهير مكات البيت أن لا نثرلف بي شيعال) [الحج : الآية 26] وقال تعالى : (إن ول بيت وضع للناس للزى ببكة مباركا وهدي للعلليين الم)) [آل عمران : الآية 96] قال تعالى : (ألحج أشهر معلومت) [البقرة : الآية 197] وقال تعالى : (أجملتم، لقالية الاح وعارة المسجد للزاو كن مامن يأللو والوو الأخر وجلهد في سييل الل) [التوبة : الآية 19] فانظر يا أخي إلى هذه الآيات التي قالها الله تعالى في كتابه عامة وأنزلها في البلد خاصة لم ينزلها في بلد سواها ثم أفيدك بعد هذا الترتيل أحاديث أن رسول الله صلم قال في فضائلها.
قال رسول الله صلم حين أخرجوه من مكة وفد علا الحزورة فاستقبل القبلة فقال : «اللهم إنك أحب بلاد الله إلي وأحب أرض الله إلي ، ولولا المشركين خرجوني منك ما خرجت» وقال في حديث آخر : «خير بلدة على وجه الأرض أحبها إلى الله مكق» وقال : «أول من طاف بالبيت الملائكة» 151 وقال : «ما من نبي هرب من قومه إلا جاء إلى مكة فعبد الله فيها حتى مات» .
وقال صلم : «إن قبر نوح وشعيب وصالح فيما بين زمزم والمقام» وقال صلم : «إن حول الكعبة لقبور ثلاثمائة نبي ، وإن ما بين الركن اليماني إلى الركن الأسود لة ور سبعين نبيا ، وكل نبي من أنبياء صلوات الله عليهم أجمعين، ذ كذبه قومه خرج من بين أظهرهم فأتى مكة فعبد الله عز وجل حتى يموت» ال صلم: «من مات في حجة وعمرة لم يعرض ولم يحاسب، وقيل له : ادخل الجنة بغير حساب» . وقال «إن إسماعيل عليه السلام شكى إلى ربه عز وجل حر مكة ، قأوحى الله إليه أن افتح لك من الجنة بابا يخرج عليك الروح منه إلى يوم لقيامة» .
قائ : سمعت أن عثمان بن عفان رضي الله عنه أقبل ذات يوم فقال لأصحابه : تسألوني من أين جئت ؟ قالوا : من أين جئت يا أمير المؤمنين ؟ قال : ما زلت قائما ملى باب الجنة ، وكان تحت الميزاب يدعو الله تعالى عنده . ال صللم : «إن عند الركن اليماني بابا من أبواب الجنة ، والركن الأسود من أبواب الجنة وما عند الميزاب» ل صلم : «ما بين الركن اليماني والركن الأسود ، روضة من رياض الجنة» ال صلم : دمن مات بمكة فكأنما مات في سماء الدنيا ومن مات في أحد الحرمين حاجا أو معتمرا بعثه الله يوم القيامة لا حساب عليه ولا عذاب ، قال صلم : «من نظر إلى البيت إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه وم خر ، وحشر يوم القيامة من الآمنين ل صلم : «من صلى في المسجد الحرام في جماعة صلاة واحدة ، كتب الله له لف صلاة وخمسمائة صلاة» قال صلعلم : «الحجاج والعمار وفد الله عز وجل إن سألوا أعطوا وإن دعوا أجيبو إن أنفقوا اخلف الله عليهم بكل درهم ألف درهم والذي نفس أبي القاسم بيده ، ما اسل مهل ولا كبر مكبر إلا كبر بتكبيره وأهل بتهليله حتى ينقطع التراب» .
رقال : «الحج المبرور ليس له جزاء إلى الجنة» فقال رجل : يا رسول الله فأين هذه المضاعفة كلها؟ فقال رسل الله صلم : «أما نفقاتهم فيخلفها الله عليهم في الدني قبل أن يخرجوا منهاء وأما ألف الألف فهي في الآخرة : فوالذي نفسي بيده ، إن لدرهم الواحد أثقل من جبلكم هذاه وأشار إلى ابي قبيس وال صلم : همن نظر إلى 152 البيت نظرة من غير طواف ولا صلاة كان عند الله تعالى أفضل من عبادة سنة بغير كة، صائما، قائما، راكعا، ساجدا غفر له، ومن رآه جالسا مستقبل القبلة غفر له» قال صعلم : «من أدرك شهر رمضان بمكة فصامه كله وقام ليله ما تيسر كتب الله له ثواب مائة ألف شهر رمضان بغير مكة، وكان له بكل يوم مغفرة وشفاعة وبكل ليلة غفرة وشفاعة ، وبكل يوم درجة في الجنة وعتق رقبة كارع يوم وبكل يوم حملات فرس ي سبيل الله عز وجل قال صلم : «من طاف حول البيت سبعا في كل يوم صائف شديد الحر حاسرا عن رأسه واستلم الحجر في كل شوط في طوافه من غير أن يؤذي أحدا وقل كلام إلا بذكر الله تعالى كان له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعون ألف حسنة ويرفع ل سبعون ألف درجة ومحي عنه سبعون ألف سيئة ، وفضل الحاج الماشي على الراكب كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب» .
Bog aan la aqoon