Nayaziik Fi Taariikhda Aadanaha
النيازك في التاريخ الإنساني
Noocyada
فوهات الانفجار
يطلق تعبير فوهات الانفجار على نوعيات معينة من التراكيب التي تنشأ عن ارتطام النيازك الكبيرة جدا بالأرض، حيث لا يتشظى النيزك الصادم، وحسب، بل يتفجر، كمادة قابلة للتفجير، شديدة الانفجار. وتعتبر فوهات الانفجار أهم أنواع الفوهات النيزكية على الإطلاق، وهي الهدف الأساسي لغالبية الدراسات التي تجرى لتحديد طبيعة الصدمات النيزكية، وتأثيراتها على الأرض؛ فهذه النوعية من الفوهات تنشأ من ارتطام الأجسام النيزكية الكبيرة بالأرض، وما يترتب على ذلك من تولد طاقة عالية تحدث الفوهة في مكان الارتطام، وتعمل على صهر وتبخر النيزك ذاته، والصخور الأرضية في موقع الصدمة؛ لذا فهي كبيرة الحجم مقارنة بفوهات الصدمة، ومقارنة بأحجام النيازك التي تحدثها. وتختلف عن النوع الأول في أن النيازك التي تحدثها غالبا ما لا توجد كاملة بداخلها، حيث تتشظى كلية، وتتبخر جزئيا أو كلية. وما يتبقى منها يوجد في الغالب على هيئة شظايا متناثرة حول الفوهات. ولا يستبعد أن توجد بعض الشظايا النيزكية، داخل الفوهات، وهي تلك التي تندفع عموديا لأعلى بقوة الانفجار، ثم تسقط بعد ذلك في الفوهات. وتصنف فوهات الانفجار على أساس أحجامها وأعماقها، وعلاقة الحجم بالعمق، ووجود أو عدم وجود ما يعرف بالتداخل المركزي في منتصف الفوهات ذاتها، إلى نوعين مختلفين، يسميان: فوهات بسيطة، وفوهات مركبة.
ويطلق تعبير فوهات نيزكية بسيطة على تلك الفجوات التي تتميز بأشكالها البسيطة نسبيا، والتي عادة ما تكون على هيئة شكل «الطاس» أو «الطبق»، وأقطارها الكبيرة نسبيا مقارنة بأقطار فوهات الصدمة، وأقل من أقطار فوهات الانفجار المعقدة. فعادة ما تتراوح أقطارها من بضعة أمتار، حتى مئات الأمتار، لكن لا تزيد في الغالب عن 4كم، ولا يوجد بها ما يعرف بالتداخل المركزي، الذي يميز الفوهات المعقدة. وتعتبر فوهة الأريزونا، التي يبلغ قطرها 1200 متر، وعمقها 170 مترا، النموذج المثالي لفوهات الانفجار البسيطة. ومن خلال الدراسات والحسابات، التي أجريت على هذه الفوهة، تبين أن وزن النيزك الحديدي الذي أحدثها يقدر بحوالي 100000 (مائة ألف) طن. وقد سقط بسرعة تقدر بحوالي 15كم/ثانية، وتولدت عنه طاقة تقدر بحوالي 1,12 × 10
16
جول. وهذه الطاقة تعادل انفجار واحد ميجا طن من مادة ال «ت. ن. ت» الشديدة الانفجار. وتتناثر في المنطقة حول الحدود الخارجية للفوهة كسرات متباينة الأحجام من الصخور، التي دفعتها قوة الانفجار إلى خارج الفوهة. وقد قدرت إحدى هذه الكسرات الصخرية بأنها تبلغ أكثر من 4000 طن.
14
ويندرج ضمن نوع الفوهات النيزكية البسيطة فوهات منطقة «وابر» الشهيرة التي اكتشفها «فليبي»، عام 1932م، بالربع الخالي، بشمال شرق المملكة العربية السعودية. وتتوزع هذه الفوهات في موقع تبلغ مساحته حوالي 5كم مربع، تغطيه الرمال جزئيا، لكن يمكن رؤية ثلاث حفر مكشوفة أو لم تغط بعد بالرمال، أقطارها 11 مترا، 64 مترا، و116 مترا. وتصاحب هذه الحفر شظايا وقطع من النيزك الحديدي الذي كان السبب في تكونها. وكذلك تنتشر بالمنطقة قطع زجاجية سوداء، يطلق عليها «زجاج وابر»، تكونت من انصهار صخور الحجر الرملي الذي يشكل الموقع، من تأثير الحرارة المتولدة عن الصدمة النيزكية التي أحدثها ارتطام القطع النيزكية بالأرض. وتحتوي قطع زجاج وابر على حبيبات معدنية حديدية، تنتمي إلى النيزك الذي كون هذه الفوهات، تمتاز باحتوائها على نسبة عالية من عنصر النيكل. ويبدو أن النيزك الذي كون فوهات وابر قد انشطر في الجو - قبل ارتطامه بالأرض - إلى عدد من الشظايا الكبيرة، أحدث ارتطامها بالأرض هذه الفوهات الثلاث المكشوفة الآن بالموقع. ومن دراسة هذه الفوهات الثلاث دراسة وافية يمكن توقع أن الجسم الذي أحدثها كان يزن - على وجه التقريب - حوالي 3500 طن على أقل تقدير. وقد نتج عن ارتطامه بالمنطقة طاقة تقدر بحوالي 10 إلى 21 إرج. وهذه الطاقة تعادل الطاقة التي تنتج من انفجار حوالي 10 إلى 12 كيلو طن، من مادة ثالث نترات التولوين، أو تعادل طاقة القنبلة الذرية التي ألقيت فوق مدينة «هيروشيما» اليابانية، في شهر أغسطس من عام 1945م،
15
ويقدر الباحثون عمر هذا الحدث بحوالي 6000 عام.
16
Bog aan la aqoon