Nayaziik Fi Taariikhda Aadanaha
النيازك في التاريخ الإنساني
Noocyada
13
ويبدو أن هذه القطعة كانت قد دخلت جو الأرض بسرعة عالية تقدر بحوالي 30كم/ثانية، وانفجرت على ارتفاع حوالي 8كم فوق سطح الأرض. وأحدث انفجارها في الجو طاقة تعادل 3,7 × 10
16
جول، أي حوالي 8,8 ميجا طن. وهذه الطاقة تفوق شدتها 704 مرة شدة طاقة القنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما (12,5 كيلو طن). وما زالت حتى الآن الدراسات تتوالى عن هذه الظاهرة، فمن حين لآخر تتوصل بعض الدراسات لنتائج تفيد في تحديد طبيعة الجسم الذي انفجر فوق المنطقة، من خلال التحليلات الكيميائية الدقيقة التي تجرى على العناصر الكيميائية، التي تم حقنها في الأشجار وفي التربة من جراء موجات الانفجار القوية. وبالفعل تم التعرف على كثير من العناصر التي تميز الأجسام النيزكية (المذنبات) ضمن العناصر المنتشرة في البيئات المختلفة في المنطقة.
وهناك عدد كبير من التراكيب الحلقية، بعضها من أصل نيزكي بالفعل، وذلك من خلال وجود عدد من الشواهد الدالة على ذلك، كوجود تشوهات الصدمة في المعادن المكونة للصخور بموقع الفوهة، ووجود المواد الزجاجية التي تنشأ من تصلب الصخور التي يتم صهرها من الحرارة العالية المتولدة عن الصدمة، ووجود زيادة محسوسة في تركيزات بعض العناصر الكيميائية التي تميز النيازك؛ مثل النيكل والكوبلت والإيريديوم والأوزميوم، ولكن لا يوجد الدليل القاطع الذي يجعل من هذه التراكيب فوهات نيزكية مؤكدة، وهو وجود شظايا أو آثار النيازك التي كونتها بداخلها أو من حولها. كما أن بعض التراكيب التي تعتبر «نيزكية» في بعض الدراسات، لا يمكن أن تكون من أصل نيزكي، نظرا لعدم وجود أدلة أو شواهد قوية على تكونها بعمليات الصدمات النيزكية. وقد ارتفع عدد هذه التراكيب إلى أكثر من 200 تركيب غالبيتها مشكوك في صحة أصلها النيزكي. ومن بين المواضع التي تعد من قبل بعض الباحثين ضمن مواقع الصدمات النيزكية، تركيبا ال
BP ، والواحة
Oasis ، في جنوب شرق ليبيا. ويبدو أنهما تركيبان أرضيان تكونا بواسطة حركات أرضية عادية؛ إذ لا يوجد أي دليل قوي على تكونهما بالصدمات النيزكية، عدا وجود تشققات مجهرية في بنية معدن كوارتز الحجر الرملي المكون الرئيسي لصخور الموقعين؛ فهذه التشققات تعتبر من جانب بعض الدارسين دليلا على عملية الصدمة النيزكية التي كانت السبب في ظهور هذين التركيبين، في حين يراها البعض الآخر بمثابة تشققات ناتجة عن حركات أرضية قوية، لا علاقة لها بالصدمات النيزكية، كانت وراء تكونهما. ولم يعثر على أي مواد زجاجية بهذين الموقعين، كما أن الفوالق الأرضية تقطعهما، مما يعني أنها السبب وراء تكونهما على هذه الشاكلة. (3) أنواع الفوهات النيزكية
تخضع الفوهات النيزكية، ومواضع الصدمات النيزكية، لدراسات متعمقة، تهدف إلى تحديد طبيعتها وأشكالها وأحجامها وأعماقها وطبيعة الصخور التي تكونت فيها. ومن بين أهداف هذه الدراسات تصنيف الفوهات النيزكية على حسب الخصائص العامة لها، مثل الحجم وعلاقته بالعمق، ووجود أو عدم وجود الأجسام النيزكية التي تحدثها كاملة أو مشظاة. ومن خلال هذه الدراسات يتبين أن الفوهات النيزكية يمكن تمييزها إلى نوعين من الفوهات؛ فوهات الصدمة، وفوهات الانفجار.
فوهات الصدمة
يطلق تعبير فوهات الصدمة على الفجوات أو الندبات الصغيرة، التي يحدثها ارتطام النيازك الكبيرة نسبيا بالأرض. وفوهات الصدمة عبارة عن حفر وفجوات صغيرة لا تزيد أقطارها عن 100 متر تقريبا، وتنشأ عن ارتطام النيازك التي تقل أوزانها عن 100 طن تقريبا بالأرض. فمثل هذه النيازك الصغيرة الحجم نسبيا، غالبا ما لا تزيد سرعات ارتطامها بالأرض عن 1-2كم/ثانية. وتتكون الفوهات في هذه الحالة، تحت التأثير الميكانيكي للصدمة، حيث يتم تهشيم وسحق الصخور في نقطة التصادم، ودفعها بقوة في كل الاتجاهات، حول مركز الصدمة، مخلفة مكانها حفرة أو فجوة. وغالبا ما توجد النيازك التي تحدثها كاملة (داخل الفجوات ذاتها)، أو على هيئة كسرات متباينة الأحجام، مختلطة مع شظايا الصخور، داخل الفوهات أو على حوافها الخارجية. ومن الأمثلة على هذا النوع من الفوهات فوهة «هافيلاند»، بولاية كانساس، بالولايات المتحدة الأمريكية، والتي يبلغ قطرها حوالي 21 مترا.
Bog aan la aqoon