Nayaziik Fi Taariikhda Aadanaha
النيازك في التاريخ الإنساني
Noocyada
ومن الطريف أن بعض المذنبات تنضم إلى حزام الكويكبات، وتصبح أنويتها الصلبة أجساما تسبح في مدارات تقع ضمن مدارات الكويكبات،
20
بعدما تفقد - بالطبع - الغلاف الغازي والجليد الذي يحيط بها؛ نتيجة لارتفاع درجة حرارتها، أثناء اقترابها من الشمس. وهكذا تختلط المذنبات بالكويكبات، لتصبح مصدرا للنيازك شأنها شأن الكويكبات. أو قد تتفكك المكونات الصخرية للمذنبات (الأنوية)، أثناء دورانها في مداراتها خلال النظام الشمسي، وتسقط على الأرض على هيئة أحجار مختلفة الأحجام. ويرى بعض الباحثين أن النيازك الكربونية - على وجه الخصوص - تمثل أجزاء من أنوية المذنبات. كما أن المذنبات تعد مصدرا أساسيا من مصادر الغبار النيزكي، الذي يترسب على الأرض بكميات كبيرة. (3) المريخ
المريخ كوكب من كواكب المجموعة الشمسية، التي يطلق عليها الكواكب الأرضية أو الداخلية، وهي الكواكب التي تشبه كوكب الأرض، من حيث كونها لها قشرة صخرية صلبة، وليست غازية، كما هو الحال في بعض كواكب المجموعة الشمسية الأخرى، والتي يطلق عليها الكواكب الغازية أو غير الأرضية. ويعتبر كوكب المريخ من أقرب الكواكب الأرضية شبها بالأرض، هو وكوكب الزهرة. وهو الكوكب الرابع من حيث البعد عن الشمس (عطارد، الزهرة، الأرض، المريخ). ويبعد عن الشمس بحوالي 1,52 وحدة فلكية (227940000كم). ويبلغ متوسط قطره حوالي 6794كم. ويدور الكوكب في مدار إهليجي، ويؤثر ذلك على مناخه. وتتفاوت درجات الحرارة على سطح الكوكب من 133 درجة مئوية تحت الصفر في الشتاء، إلى 27 درجة مئوية في أيام الصيف. وللكوكب قمران صغيران هما «ديموس» و«فيبوس»، وله غلاف غازي رقيق، يتألف من غاز ثاني أكسيد الكربون بنسبة تقدر بحوالي 95,3٪، والنيتروجين 2,7٪، والأرجون 1,6٪، بالإضافة إلى آثار من الأكسجين 0,15٪، والماء 0,03٪. ويبدو أن الماء موجود في حالة متجمدة في منطقتي قطبي الكوكب مع ثاني أكسيد الكربون.
21
الظواهر السطحية للمريخ
باستثناء الأرض، فإن كوكب المريخ، يمتاز من بين الكواكب الأخرى، بتنوع واختلاف ظواهره السطحية، من وجود مناطق شاهقة الارتفاع كالجبال، ومناطق منخفضة تشبه الوديان الضيقة الأرضية، ومناطق سهلية منبسطة كبيرة الاتساع. ومن أهم المعالم السطحية للمريخ، جبل «أوليمبوس مونز»، الذي يعد أعلى جبل معروف في كواكب المجموعة الشمسية جميعها؛ حيث يبلغ ارتفاع قمته عن مستوى سطح المريخ حوالي 24كم، ويبلغ متوسط اتساع قاعدته حوالي 500كم مربع. وعلى سطح المريخ منطقة «فاليس مارينيرز»، وبها نظام معقد جدا من التراكيب العميقة الضيقة، يطلق عليها تسهبلا خوانق (إذ تشبه المجاري المائية الجافة القصيرة والضيقة والعميقة)، تشغل مساحة تقدر بحوالي 400كم مربع. وهي تشبه خوانق «كولورادو» وخوانق هضبة الخلف الكبير الجافة، في جنوب غرب مصر. ويوجد على سطحه فجوة كبيرة جدا تسمى «هيلس بلانيتيا»، يبلغ متوسط قطرها حوالي 2000كم، وعمقها حوالي 6كم. ويعتقد أنها تمثل فجوة نيزكية، لكن يجب التحفظ عند قبول مثل هذا التفسير حول أصلها.
وبصفة عامة، فإن الجزء الجنوبي من سطح المريخ، يمتاز بطبيعة مورفولوجية (ظواهر سطحية ) معقدة نسبيا، وعمر زمني قديم. ويتشابه هذا الجانب من جوانب المريخ، إلى حد بعيد، مع طبيعة سطح القمر المورفولوجية. في حين أن غالبية مساحة الجزء الشمالي من سطح الكوكب، تمثله منطقة سهلية منبسطة نسبيا، بسيطة الظواهر المورفولوجية، حديثة العمر نسبيا. ومن هذه الوجهة تحديدا، تتشابه الظواهر المورفولوجية لسطح المريخ كثيرا مع سطح الأرض. فسطح الأرض - كما هو معروف - يمتاز بظهور مكاشف الصخور النارية بطبيعتها المعقدة، في بعض المناطق، وكذا انتشار الصخور الرسوبية، بطبيعتها البسيطة المميزة، على مناطق أخرى. ومن الظواهر المثيرة للانتباه، والجديرة بالتأمل على سطح المريخ، ما أظهرته بعض الصور الفضائية، من أشكال وظواهر يمكن اعتبارها مؤشرا على وجود عمليات التحات (نحر الصخور بالعوامل الطبيعية)، في الصخور التي تغطي جزءا كبيرا من سطح الكوكب. وهذه الظواهر أقرب ما تكون إلى مثيلاتها على سطح الأرض، والتي تنشأ بفعل الرياح والمياه الجارية (الوديان الجافة). وقد جعلت هذه الصور بعض الباحثين يعتقدون أن الكوكب شهد تدفقات مائية على سطحه، في فترة من الفترات، ولكن يرى فريق آخر من الباحثين، أن هذه الظواهر تمثل ثنيات وتشققات في سطح الكوكب، نتيجة عمليات ناشئة من باطنه.
هل توجد حياة على سطح المريخ؟
يتطلع الناس من قديم الأزل إلى المريخ، بوصفه كوكبا يحمل الحياة. وقد سجلوا ظنونهم أو معتقداتهم تلك في الأساطير وقصص الخيال التي كانوا يرددونها. وفي النصف الثاني من القرن التاسع عشر (1888م)، أعلن الفلكي الإيطالي «سكياباريلي» نتائج أبحاثه عن شبكة الخطوط والعلامات، التي ترى على سطح المريخ. وقد كانت إشاراته إلى تلك الخطوط مبهمة بطريقة جعلت البعض يفسرونها على أنها قنوات مائية. وهكذا تلقف «برسيفال لويل» تلك الإشارات واعتبرها دليلا ماديا على وجود حياة عاقلة على سطح كوكب المريخ. ومنذ ذلك الوقت شغف الناس بأبحاث المريخ، خاصة تلك التي تتعلق بالحياة. ويبدو أن هناك من يستثمر ذلك الشعور استثمارا جيدا. فمن يكشف عن وجود حياة على المريخ، يمكن أن يتصل بها، في حال كونها حياة عاقلة، ويمكن أن يسخرها في حال كونها مجرد حياة بدائية. وهذا يفسر سر الاهتمام المحموم بدراسة احتمال وجود حياة على سطح المريخ. وسر الهالة الإعلامية التي تحيط بمن يتطرقون لهذا الموضوع، خاصة ولو أشار إشارات - حتى وإن كانت مبهمة - تفيد توقع وجود مثل تلك الحياة. وفي عام 1996م، صاحب إعلان فريق من الباحثين، من وكالة الفضاء والطيران الأمريكية «ناسا»، عن وجود آثار أشكال بدائية للحياة، في ما اعتبروه نيزكا مريخيا، هالة إعلامية كبيرة، انضم إليها الرئيس الأمريكي آنذاك «بيل كلينتون». ولا يمكن الوثوق في غالبية هذه الدراسات؛ فالصخرة التي اعتبرت مريخية، لا يمكن التأكد من كونها كذلك بصورة مطلقة، والأشكال التي بدت على أنها تشبه آثار الحياة البدائية الأرضية (على شكل الكائنات الأرضية وحيدة الخلية)، لا يمكن اعتبارها كذلك بصورة أيضا مطلقة. فهناك من يشكك أصلا في احتمال وجود نيازك مريخية على الأرض، من ضمن النيازك المعروفة. وهناك من يشكك في كون الصخرة، التي درست (مكتشفة في القارة القطبية الجنوبية)، من الصخور المريخية الساقطة على الأرض. كما أبدى العديد من الباحثين تحفظهم، حول دقة ما ذهب إليه الفريق من نتائج، واعتبروها متسرعة، باعتبار أن ما ظنه الفريق بمثابة آثار حياة بدائية، لا يعدو كونه أكثر من تراكيب معدنية عادية.
Bog aan la aqoon