70

Nayaziik Fi Taariikhda Aadanaha

النيازك في التاريخ الإنساني

Noocyada

15 «وفيها كما قال في الشذور ظهر كوكب عظيم كبير له ذؤابة عرضها نحو ثلاثة أذرع وطوله أذرع كثيرة ولبث ليالي كثيرة ثم غاب ثم ظهر وقد اشتد نوره كالقمر وبقي عشرة أيام حتى اضمحل، ووردت كتب التجار بأنه في الليلة الأخيرة من طلوع هذا الكوكب غرقت ستة وعشرون مركبا وهلك فيها نحو من ثمانية عشر ألف إنسان وكان من جملة المتاع الذي فيها عشرة آلاف طبلة كافور، وكانت الزلزلة بخراسان ولبثت أياما فتصدعت منها الجبال وخسف بعدة قرى.» وفي معرض تأريخه لأحداث سنة خمس وثمانين وتسعمائة هجرية، يذكر حادثة ظهور مذنب، وينقل إشارات السيوطي عن ما شاع لدى الناس عند رؤيتهم لهذه المذنبات:

16 «فيها - كما قال في النور - طلع نجم ذو ذؤابة كهيئة الذنب طويل جدا له شعاع ومكث كذلك يطلع نحو شهرين. انتهى. قلت: قال السيوطي، في كتابه حسن المحاضرة في أخبار مصر والقاهرة ما لفظه: ذكر كوكب الذنب، قال صاحب المرآة: إن أهل النجوم يذكرون أن كوكب الذنب طلع في وقت قتل قابيل هابيل وفي وقت الطوفان وفي وقت نار إبراهيم الخليل، وعند هلاك قوم عاد وقوم ثمود وقوم صالح وعند ظهور قوم موسى وهلاك فرعون، وفي غزوة بدر، وعند قتل عثمان وعلي، وعند قتل جماعة من الخلفاء منهم الراضي والمعتز والمهتدي والمقتدر، وأدنى الأحداث عند ظهور هذه الكواكب الزلازل والأهوال، قلت: يدل لذلك ما أخرجه الحاكم في المستدرك وصححه من طريق ابن أبي مليكة قال: غدوت على ابن عباس فقال: ما نمت البارحة، قلت: لم؟ قال: طلع الكوكب ذو الذنب فخشيت أن يكون الدخان قد طرق. انتهى ما أورده السيوطي بحروفه.» وفي بعض الحالات يكون ظهور المذنب بشير خير. ومن الأمثلة على ذلك ما أورده ابن كثير (إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي المتوفى سنة 774ه)، في كتابه «البداية والنهاية»؛ إذ يؤرخ حادثة ظهور مذنب ضمن أحداث سنة 448ه، فيذكر:

17 «قال ابن الجوزي: وفي العشر الثاني من جمادى الآخرة ظهر وقت السحر كوكب له ذؤابة طولها في رأي العين نحو من عشرة أذرع وفي عرض نحو الذراع ولبث كذلك إلى النصف من رجب ثم اضمحل، وذكروا أنه طلع مثله بمصر فملكت وخطب بها للمصريين وكذلك بغداد لما طلع فيها ملكت.»

أصل المذنبات

شغل أصل المذنبات ومصدرها الناس منذ القدم. وتعد أهم إشارات علمية، مسجلة عن أصل المذنبات، هي تلك التي تعود للفيلسوف الألماني «إمانويل كانت» [1724-1804م]، والتي يورد فيها: أن المذنبات تتكون بعيدا جدا، وتتألف من جسيمات خفيفة. وقد افترض «كانت» وجود سحابة من المذنبات، تدور حول الشمس، ولكن على بعد كبير منها.

18

ومن الطريف أن يرى الفلكي الهولندي «يان كيندريك أورت»، في خمسينيات القرن العشرين، نفس الرؤية تقريبا التي قدمها «كانت»، منذ القرن الثامن عشر؛ إذ يرى «أورت» أن المذنبات، التي توجد على أطراف المجموعة الشمسية في تجمع هائل يطلق عليه غيمة، تكونت من مادة بقيت أو تخلفت بعد تكون أفراد المجموعة الشمسية الرئيسية.

المذنبات والنيازك

من خلال ما مضى من عرض موجز عن المذنبات، يتبين أنها مصدر من مصادر النيازك، في صور عديدة ومختلفة؛ فقد تهوي المذنبات على الأرض، وتتصادم معها، محدثة ما يعرف بالفوهات النيزكية الضخمة. وهذا الفرض يستند إلى المشاهدات الفعلية للمذنبات، والدليل الواضح على ذلك ما حدث من تصادم شهده الباحثون وسجلوه، للمذنب المعروف بمذنب «شوميخر-ليفي» بكوكب المشتري؛ فقد تحطم المذنب إلى عدد من القطع المتفاوتة الأحجام، ارتطمت بالكوكب تباعا خلال الفترة من 9 إلى 16 يوليو من عام 1994م. وقد خلف ارتطام هذه القطع ندبات واضحة بالكوكب، بلغ عددها حوالي 15 ندبة.

19

Bog aan la aqoon