201

Nawaadirka Asluubta

نوادر الأصول في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم

Baare

عبد الرحمن عميرة

Daabacaha

دار الجيل

Goobta Daabacaadda

بيروت

عِتْرَتِي أهل بَيْتِي فَإِنِّي قد نَبَّأَنِي اللَّطِيف الْخَبِير أَنَّهُمَا لن يَتَفَرَّقَا حَتَّى يردا على الْحَوْض رُوِيَ عَن رَسُول الله ﷺ أَنه دعاهم ثمَّ تَلا هَذِه الْآيَة ﴿إِنَّمَا يُرِيد الله ليذْهب عَنْكُم الرجس أهل الْبَيْت وَيُطَهِّركُمْ تَطْهِيرا﴾ فذريتهم مِنْهُم فهم صفوة وَلَيْسوا بِأَهْل عصمَة إِنَّمَا الْعِصْمَة لِلنَّبِيِّينَ ﵈ والمحنة لمن دونهم وَإِنَّمَا يمْتَحن من كَانَت الْأُمُور محجوبة عَنهُ فَأَما من صَارَت الْأُمُور لَهُ مُعَاينَة ومشاهدة فقد ارْتَفع عَن المحنة وَقَوله ﷺ لن يَتَفَرَّقَا حَتَّى يردا على الْحَوْض وَقَوله ﷺ مَا إِن أَخَذْتُم بِهِ لن تضلوا وَاقع على الْأَئِمَّة مِنْهُم السَّادة لَا على غَيرهم وَلَيْسَ بالمسيء المخلط قدوة وكائن فيهم المخلطون والمسيئون لأَنهم لم يعروا من شهوات الْآدَمِيّين وَلَا عصموا عصمَة النَّبِيين وَكَذَلِكَ كتاب الله تَعَالَى من قبل مَا مِنْهُ نَاسخ ومنسوخ فَكَمَا ارْتَفع الحكم بالمنسوخ مِنْهُ كَذَلِك ارْتَفَعت الْقدْوَة بالمخذولين مِنْهُم وَإِنَّمَا يلْزمنَا الِاقْتِدَاء بالفقهاء الْعلمَاء مِنْهُم بالفقه وَالْعلم الَّذِي ضمن الله تَعَالَى بَين أحشائهم لَا بِالْأَصْلِ والعنصر فَإِذا كَانَ هَذَا الْعلم وَالْفِقْه مَوْجُودا فِي غير عنصرهم لزمنا الِاقْتِدَاء بهم كالاقتداء بهؤلاء وَقد قَالَ تَعَالَى فِي تَنْزِيله الْكَرِيم ﴿أطِيعُوا الله وَأَطيعُوا الرَّسُول وأولي الْأَمر مِنْكُم﴾

1 / 259