قال معن: أعطوه ألفا آخر، فأخذها الأعرابي وقبل الأرض بين يدي الأمير وقال:
سألت الله أن يبقيك ذخرا
فما لك في البرية من نظير
فقال: من قد أعطيناه على هجائنا ألفي درهم فأعطوه على مديحنا أربعة آلاف، فأخذ الأعرابي المال وانصرف شاكرا له ومعجبا بحلمه العظيم.
معن وبعض أهل الكوفة
لما ولى المنصور معن بن زائدة أذربيجان قصده قوم من أهل الكوفة، فلما صاروا ببابه واستأذنوا عليه دخل الآذن فقال: أصلح الله الأمير، بالباب وفد من أهل العراق، قال: من أي العراق؟ قال: من الكوفة، قال: ائذن لهم، فدخلوا عليه، فنظر إليهم معن في هيئة ذرية وهو على أريكته فأنشد يقول:
إذا نوبة نابت صديقك فاغتنم
سمرتها فالدهر بالناس قلب
فأحسن ثوبيك الذي هو لابس
وأفره مهريك الذي هو يركب
Bog aan la aqoon