257

Nawadir Kiram

نوادر الكرام

Noocyada

صلى الله عليه وسلم : «إياكم والمشارة فإنها تميت الغيرة وتحيي الغرة».

وقال بعض الحكماء: من فعل ما شاء لقي ما لم يشأ. وقال بعض الأدباء: من نالته إساءتك همه مساءتك. وقال بعض البلغاء: من أولع بقبح المعاملة أوجع بقبح المقابلة. وقال بعض الحكماء: من كنت سببا لبلائه وجب عليك التلطف له في علاجه من دائه. قال لقمان لابنه: يا بني كذب من قال: إن الشر بالشر يطفأ، فإن كان صادقا فليوقد نارين ولينظر هل تطفأ إحداهما الأخرى وإنما يطفئ الخير الشر كما يطفئ الماء النار، وقال البحتري:

وأقسم لا أجزيك بالشر مثله

كفى بالذي جازيتني لك جازيا

وقال النبي

صلى الله عليه وسلم : «الناس كشجرة ذات جنى ويوشك أن يعودوا كشجرة ذات شوك إن ناقدتهم ناقدوك وإن هربت منهم طلبوك وإن تركتهم لا يتركوك، قيل: وكيف المخرج يا رسول الله؟ قال: أقرضهم من عرضك ليوم فاقتك».

وقال عبد الله بن العباس: العاقل الكريم صديق كل أحد إلا من ضره، والجاهل اللئيم عدو كل أحد إلا من نفعه، وقال: شر أعدائك داؤك وفي البعد عنهم شفاؤك . وقال بعض الحكماء: شرف الكريم تغافله عن اللئيم، وقيل: دواء المودة كثرة التعاهد. وقال بعض الحكماء: رغبتك فيمن يزهد فيك ذل نفس، وزهدك فيمن يرغب فيك صغر همة. وقال بزرجمهر: من تغير عليك في مودته فدعه حيث كان قبل معرفته. وقال لقمان لابنه: يا بني لا تترك صديقك الأول فلا يطمئن إليك الثاني، يا بني اتخذ ألف صديق والألف قليل ولا تتخذ عدوا واحدا والواحد كثير. وقيل للمهلب بن أبي صفرة: ما تقول في العفو والعقوبة؟ قال: هما بمنزلة الجود والبخل فتمسك بأيهما شئت، وقال الشاعر:

إذا أنت لم تترك أخاك وزلة

إذا زلها أوشكتما أن تفرقا

وقيل في منثور الحكم: لا تأمنن لملول وإن تحلى بالصلة وعلاجه أن يترك على ملله فيمل الجفاء كما مل الإخاء، وإن كان لزلل لوحظت أسبابه، فقد حكي عن خالد بن صفوان أنه مر به صديقان له فعرج عليه أحدهما وطواه الآخر، فقيل له في ذلك، فقال: نعم عرج علينا هذا بفضله وطوانا ذلك بثقته بنا، وقال مسلم بن قتيبة لرجل اعتذر إليه: لا يدعونك أمر تخلصت منه إلى الدخول في أمر لعلك لا تخلص منه. وقال بعض البلغاء: من لم يقبل التوبة عظمت خطيئته ومن لم يحسن إلى التائب قبحت إساءته. وقال بعض الحكماء: الكريم أوسع المغفرة إذا ضاقت بالمذنب المعذرة، وقال بعض الشعراء:

Bog aan la aqoon